إسرائيل خرطوم فيل (1من10)

مصطفى منيغ

إسرائيل خرطوم فيل ، ممتصًا تربة عربية مبللة بالدم الفلسطيني الطاهر

الأصيل ، لتعيش في تحدي للحق الإنساني والقانون الدولي وكل الشرائع

السماوية وحتى مَنْ يدخل في نطلق المستحيل ، ملتويًا على ضفة غربية قاذفا

بها لأحضان تفاوض صوري من أهم مميزاته للوضعية الآنية يُبْقِي أو على

الأقل لويلاتها يُطِيل، بخنق "حل" الدولتين المُطِل ، مُمتداً صوب قطاع

غزة ليرشها بدل النار حمما مُصراً على إبادة أهلها لتخضع ولمذلة الهوان

تميل .

إسرائيل هذه في كفة، مستديرة تُدار بأزرار التكنولوجية الحديثة المكلِّفة

، حاملة أسلحة دمار شامل النووي فيه كالكيماوي مراقبة بالتحصينات المعقدة

بالرغم من الجو المتوتر دوما (مع سخونة أو برودة أحداث المنطقة ) مكيفة ،

وكل العرب بدولهم المسجلة نفسها لدراسة الخيبة في خيمة جامعة الدول

العربية المقسمة (على هوى الغرب بسماح مؤثر للولايات المتحدة الأمريكية)

على شرق بلا وسط ومغرب بلا عربي  في أغرب كفة ، مستطيلة تحتها متجمدة

تخترقها خيوط مستوردة مدفونة تهب داخلها رياح تَقْوَى على شل حركة من

جلسوا للحكم ، ومِن شعوبهم مَن وقف للتصفيق ، أو قفز للرقص المرهق ، أو

لإطلاق زغاريد النفاق ، كلما أضرب النساء عن ذلك لاحتقان صدورهن على وطأة

آه مهيكلة تسع أي قطر من أقطار العالم العربي من المحيط إلى الخليج  ،

تُبَيِّنُ فداحة ما أصاب مصيبة مصائب البعض ، من تطور قد يُؤخذ للتمعن في

مصيبته كمادة علمية تستحق أن يجتمع فقهاء علم الاجتماع على تحليلها، بدءا

من  وعد " بلفور" لغاية يومه، والمعنيون العرب في مجملهم يتفرجون  على

إسرائيل  تذبح نساء وأطفال غزة العزيزة، فيتنهدون ويذهبون لصلاة العشاء

وبعدها التراويح في المنتصف من شهر رمضان ، شهر الجهاد والتوبة والغفران

والحقوق التي خَصَّ بها الإسلام الإنسان ، ليحيا بكرامته مصان ، لا كما

تريد إسرائيل أن يظل أمامها محتقرا ذليلا مهانا، كل ما فيه يعبر أنه أسوأ

من جبان .

... العزيزة غزة تُضرب وتُحاصر بل تُطعن من الخلف وجل العرب في منأى غير

عابئين ، كأن مصيرهم مع غير الوقوف بجانب الحق ، وإنما لما تقرره

الولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول ، وبعدها أوربا العائد بها

الحنين ، لتقسيم المنطقة بعد التلوث الجوي والفكري والأخلاقي الذي أصابها

، يرون في غزة متسولة دوما لاستعطاف مدروس يعيش ما نجي فيها على استخلاصه

انتظارا لجولة نزاع فحرب قادمة ، بلا تفكير في تأسيس دولة قائمة على

توحيد كلمة الفلسطيين جميعهم على قرار إما النصر أو النصر بلا منفذ ثالث

كاختيار . وهم في رؤاهم تلك منسلخون عن الجسد العربي الخارج من سباته مع

محنة قادَتْهُ للانفجار جزئيات كل منها في خدمة طرف خارجي ما ، ليضمن حقه

في التمتع الدنيوي حسب معتقداته الجديدة المستمدة من مظاهر الفساد

المتفشية في أقطار عُرِفت على مدى الدهر بالمُحَافِظَةِ ، إن لم نقل

الاستقامة المثالية .

... غزة علمتنا بصمودها العزة كمنبع للأصل الأصيل، في أمة عربية متماسكة

لا تهاب الباطل ، ولا ترضخ لدافيد أو شمعون أو صمويل ، مرفوعة رؤوس

أهاليها كالرواسي الشامخات مكبرة الله أكبر في جهاد البواسل ، الرجال

الأحرار والنساء الحرائر والتابعين خطاهم المباركة من أطفال ، ليوم الفوز

المُقَدَّر من رب رحيم حي قيوم ذي الجلال والإكرام مهما ضاق بالمؤمنين

أوسع مجال .

... لن تُهزمَ غزة ستمر من عناء المحنة كالنفس الأبية مهما عذبوها تزداد

انضباطا مع مبادئها الكفيلة بالتعريف التلقائي عن صلابة معدنها ، المحطمة

فوقه أدوات البطش أكانت بشرا من صنف صهيون أو مادة محرمة بقوة القانون ،

لن تتخاذل فقد عودت العالم أن تخرج معافية مما يُسَلَّطُ عليها من أسلحة

فتاكة لا تعترف برحمة ولا تدين برأفة تُطلقُ بأيادي كلما تلطخت بالدماء

ازداد حماسها للمزيد من نزيفه إعرابا لما في دواخل أصحابها من حقد

وكراهية على الناشدين تحرير أرضهم الطاهرة من وسخ الصهاينة المستبدين

المتعجرفين الملعونين في كل لغة وملة ودين .