يصمت الليل

سليمان عبد الله حمد

[email protected]

تتواصل رحلتنا الأدبية مع السودانيات الشواعر اللاتى نظمن أحلى الأشعار في الحواضر والبوادي السودانية مع ليالي الأنس و السمر والأرض البكر والورد زاهي و كما ظللن كالجواهر اللامعات ينورن قاعات البحار القاتمة ، كذلك أصبحن كالفراشات الباسمات التى تحلق فوق رياض البساتين وتنتشى منها اطيب عبيرا ، وأنظروا إلى الشاعرة المميزة أميرة موسى تحلق منشدا في الحال بين حدائق الازاهر والخضرة الجميلة وأجمل الشعر هو ما جادت بها قريحتها الشاعرية في عالم الخيال والوصف وكما نطق صوتها المموسق بكل تفاصيل قوافي الشعر المثيرة وحكى لنا عن بيان مدارسه الساحرة عبر أثير قناة النيل الأزرق الفضائية ، لله درها انها شاعرة محترمة جديرة ان تستمعوا الى أشعارها المتوهجة بتباريح الوجد ويمر عليها نسيم الهواء الطلق

كذلك عادت بنا المذيعة المخضرمة كوثر بيومي عبر شاشة تلفزيون السودان الى دنيا الشاعرات في أيام الزمن الجميل واخرجت شوارد الشعر المدفون في اتون الصمت والخجل في وقت كان لاتستطيع المرأة الشاعرة ان تبوح بدواخلها من حب وعشق للمجتمع السودانى ،و لقد جاء لقاءها المرئي جميلا مع الشاعرة سمرقندية وتوسل عبد الرحمن التى قالت في مجاز الصمت ( لا تلم محارب صمتى ….يصمت الليل ويوحى للحياة بروعة كثيرة و ان في الصمت حديث الشعراء واحلى الشعر هو ما تحدثت به بين ثناياها من مقاطع شعرية لا تلم صمتى دعنى . لعله يشفي الأسير .. انا في صمتى حديث الحب والضنى والوفاء.. أنا في صمتى حديث السحر والبيان ..تختم ابياتها انا في صمتى حنان وهيام وصفاء .
كذلك تأتينا الشاعرة المبدعة مناهل فتحي من عطبرة مدينة الحديد والنار التى ولدت بعض فحول الشعراء السودانيين واذكر منهم الدكتور ... الزين عمارة وخواطر غريب في لندن وتفيض فيك اشواق خليجية وتلمح في ثقوب عيون الماء وجها لحورية ايا ما اجمل المنظر، بذلك يشير (اشواق الى البحرين) . وكما وردت له في المجموعة الشعرية الكاملة ولكننا نبقى مع شاعرتنا مناهل التى تشارك في مهرجان مسابقة امير الشعراء الذي يقام بابوظبي/ مسرح شاطئ الراحة هذه الايام، في الحقيقة قد تميزت في سماء الشعر والابداع من أول مشاركة لها لا ترتحل وكما اكدت بقصيدتها الموزونة ( تشظيات مسكون بالفوضى) انها شاعرة متفردة و متميزة في الأداء ونظم الشعر نالت استحسان لجنة تحكيم الشعر ورضا جمهورمسرح شاطئ الراحة وتأهلت بها مباشرة الى المرحلة الثانية ومضت على خطى الشاعرات المجيدات اللاتى يجدن نظم الشعر الحديث المتجدد وتألقت في مسيرة الشعر العربي بكل جديد وكما وضح ذلك بمشاركتها في المرحلة الثالثة وكانت بحق شاعرة النيل في أمسية الاربعاء الماضى 6مايو 2015 أتت بقصيدة استثنائية ( ثورة انثى ) اثنت اليها لجنة تحكيم الشعر المتواجدة بمسرح شاطئ الراحة بابوظبي بالتعابير التالية ذكر عنها دكتور صلاح من مصر في نقده انها شاعرة متمردة لها صياغات شعرية مذهلة ومتفردة في عالم الشعر الشعر الجميل وكما عدد لها مقاطع شعرية من القصيدة المذكورة واضاف قائلا اننا نفرحوا بالقوافي وهي تسريح في مكانها مثل عزفها واردف في القول انى اهنئك على الابداع الشعري وكما افرد الدكتور التميمى من الامارات في نقده انت اثبت في قصيدتك العلاقة بين طبخ الكلام وطبخ الطعام وكما اكد هذا نص انثوي بامتياز يحمل نبرة شاعرة تتأرجح بين الانكسار والاعتزاز صوتها في المدى انكسارات صمت وتر شنف المجرات عزفا ثم اردف قائلا ان الضياغة متقنة بتعابير دينية وصوفية وقرأنية اشكر لك هذا النص الجميل و كعادته في النقد الناعم دخل الدكتور عبد الملك مرتاض من الجزائر على توشحات ثورة انثى قلنا لك هذه اللغة الشعرية العالية التى ضمخت بها روائع الصور القشيبة كما وضح في البيت الاخير ( قدحت في جليدهن الصيف) صورة بديعة وقشيبة كان الايقاع آسرا مستفزا كما اشار الى ذلك د صلاح من قبل وكذلك وظفت الحوار السردي مذ مطلع البيت الاول لتفعلي اللغة الشعرية ابتغاء الخروج عن الرتابة الثقيلة التي تسئ إلى جمال الشعرية ( همسة للسماء ، كنى جسارى ، قالت السحب ) ثم ختم حديثه بالقول واظنها مداعبة منه الى الشاعرة مناهل ان كنت انت التي كتبت القصيدة فأنت شاعرة سيكون لك في مسارالشعرالعربي شأن كبير .. هذا نص استثنائى وانت مفخرة من مفاخر السودان ..شكرا .. والشكر هو ترجمان القلوب...