هن قدوتي

حشاني زغيدي

كنت أحسب أن نموذجك لا يتكرر مرة أخرى في تاريخنا المعاصر سيدتي كنت أحسب أن روائع القصص التي زينت سماء جيل الصحابيات قد غابت عن مخيلتي كنت أعلم أن البطولات الرائعة في التضحية و الفداء خص بها ذلك الجيل الفريد الذي تربى من المنهل الصافي للرسالة و تحت رعاية الحبيب قدوتنا محمدا صلى الله عليه و سلم فإذا بي أجد في كل ركن لوحة رائعة من ذلك الرسم الأول كأن التاريخ يقول لي أن أحداثي و شخصياتي و وقائعي تعود و تتكرر ويمكن أن تروا روائعي مسجلة على لوحات التاريخ مدونة مرة أحرى.

 لقد حفظت من أسماء النساء الكثير لنساء الجيل الأول قدمنا دورا بارزا في خدمة الإسلام و ضعن أيديهن مع رسول الله فحملن معه هموم الدعوة وشاركنه الغزوات والحروب التي عاشتها الدعوة و بالأمس نذكر أم المؤمنين خديجة و أم عمار سمية بنت الخياط و عائشة أم المؤمنين و أم سليم و أم عمارة و أم سليط و ابنة ملحان و صفية عمة رسول الله و غيرهن كثير . و اليوم أرى مثيلات لهن في ساحات الميادين المتنوعة يرفعن شعار العزة والكرامة و الرفعة و الصمود يقدمن النفس رخيصة و يقدمن الفدى من الأزواج و الأبناء إن نساء لعبن دوراً هاماً في تاريخ الأمة ، سواء ممن شاركن في تحرير الأوطان من دنس المستضمر أو من سطوة الظالمين المغتصبين للحرية و لإرادة الشعوب الحرة قدمن حياتهن فداء لله ثم نصرة للأوطان إن هن مازلن يقدمن الملحمات والروائع يهتفن و يصرخن بأعلى أصواتهن ليعشن عيشة الأسود لتطهير الأوطان من أذناب الدولة العميقة بثلوثها عسكر قضاء و إعلام فاسد يصرخن بأعلى أصواتهن " نخن وقود الثورة إذا عز الرجال " أبهرتني سيدتي فلك مني كل التقدير و العرفان .

 أهدي هذه النفحات لأرواحهن جميعا لشهداء العزة و الحرية و العدالة فدعواتي أن يحمي الله ثورتك و أن تستردي شرعيتك فتساهمي في رفعة مشروع نهضتك مع الخيرين من أبناء وطنك في وطن لا إقصاء فيه لأحد . و فقد عزز الإسلام مكانة المرأة في القرآن الكريم فخصها في النصوص القرآنية بخطاب موجه للناس جميعًا– المرأة والرجل على سواء– والمؤمنين والمؤمنات على سواء قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾(الأحزاب: 35)، كما يقول عز وجل: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾(الأحزاب: 36)، ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ (النور: 30-31). و صلي و سلم على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .