وخرجت الأفاعي من جحورها
خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)
في كل مناسبة وكل موجة حارقة عاتية تمر على منطقتنا .. تخرج أفاعي الحقد من جحورها تبث سمومها وتخرج ما في جعبتها من حقد وعنصرية ما هي إلا صنيعة مستعمر ماكر لئيم ، وتنفيذ جاهل ذي عقل سقيم
ألا يكفينا من أسموا أنفسهم قادة علينا وفُرضوا علينا بقوة المستعمر ليمثلونا أسوأ تمثيل ، ليمارسوا دورهم في توقيع المزيد من صكوك الاعتراف بعدونا الصهيوني ، وليختبروا لياقتهم البدنية العالية بمزيد من الانبطاح تحت أقدامه لنيل رضاه ..
ألا يكفينا أن هؤلاء الشرذمة ارتقوا على أجساد شهدائنا الأطهار ، ألا يكفي أنهم شربوا من دمائهم نخب الذل والعار؟
ألا يكفينا قهرا أنهم رغما عنا أعلنوا أنفسهم وصاة علينا وعلى أراضينا ومقدساتنا .. ونحن لهذا كارهون رافضون ؟
لماذا كلما أخطأ زعيم أو مسؤول عربي .. ينتقم منه أخوه العربي الآخر ليصب جام غضبه عليه ، يغرقه بالشتائم والسباب ، ويغلق دون التفاهم معه كل نافذة وباب ؟؟
أية عقلية تلك التي تحكمنا وتسيطر علينا وتجعلنا نجلد أنفسنا بأنفسنا ؟
الرجوب وأمثاله من زمرة عباس ، تلك الفئة التي زكمت أفعالها أنوف الشرفاء والأطهار من أبناء هذه الأمة كلنا نعلم كيف جاؤوا ولماذا جاؤوا ، وكيف تصدروا الموقف وتسيّدوه وأمسكوا بحباله بأصابع قاسية وأيدٍ ماكرة تصفع كل شريف وكل مناضل ومجاهد عفيف .. ولست بصدد استعراض قبائحهم فلم تعد خافية على أحد .
قرأت خلال اليومين الماضيين كمًّا من الشتائم والسباب ، وعبارات من العنصرية والحقد من العجب العجاب ،أستغرب أن تصدر من مسلم ، أو من إنسان يفترض أن يوازن بين الأمور ويفهم !!
كل هذا بسبب وقوف الرجوب ضد الأمير علي وتصويته لبلاتر والغريب أنه هذا ما أغضبهم ولم يغضبهم تصرفه الآخر بحق فلسطين و الأمة .
هل قضي علينا أن ندفع ثمن أخطاء زعماء ما هم إلا كالمستعمر بل أسوأ ،كيف ونحن لا نعترف بهم ولا بجثومهم على قلوبنا وصدورنا ، كيف ونحن نرى أن خلاص فلسطين من اليهود يكون قبل ذلك بخلاصها من هؤلاء العملاء والمنتفعين ؟!
من قال إن هذا المنتفع العميل يمثل فلسطين المقهورة التي عجز عن دوائها أقرب الناس إليها ، بل وتآمروا عليها وعلى إذلالها ؟ بأي شرع نصب جام غضبنا على شعب ، لأن شخصا هزيلا يدّعي أنه يمثلهم وتصادق الأمم المتآمرة على تمثيله لهم لأنه يخدمهم
أهذه هي أخلاق المسلمين الأحرار ؟ أم هي تلبية لشرعة شيطان يتفنن في إيقاد وإذكاء النار ؟
أخبروني يا هؤلاء .. بأية عقلية تفكرون ؟
وما هي المرجعية الثقافية والأخلاقية التي منها تتصرفون وعليها تتكئون ؟
ثم أيها الثائرون الغاضبون :
يا من تألمتم على منصب رياضي فقدتموه .. لم لا تتألمون على مقدسات تنتهك ليلا نهارا ولا من عون تقدموه ؟؟
هلّا وفرتم غضبتكم لأشلاء تتناثر هناك وهناك في طول ديارنا وعرضها ؟ هلّا جعلتموها هبّة في وجه الظلم الذي يستبيح حرماتنا ؟ هلّا أخضعتم أنفسكم لميزان الحق الذي يرضي ربنا ؟
أسفي على أمة شكّل عقليتها المستعمر .. وأصبح فيها ينهى ويأمر !!!