الشيوعيون ... في ثيابهم التنكرية !!

زغلول عبد الحليم

من المبادئ التي تقوم عليها النظرية الشيوعية إلغاء الدين، إلغاء الحكومة في المستقبل وإقامة مجتمع متعاون متعاطف بغير حكومة! وما يحدث الآن في مصر بعد الثورة المجيدة وخاصة بعد انتهاء الحكم العسكري للبلاد في 12/8/2012 ووجود رئيس مدني منتخب يحمل المشروع الإسلامي فأصبحنا نسمع عن الرئيس المنتخب يُعزل ! ومجلس الشورى يُحل ! والنائب العام يُقال ! وضرورة إجراء انتخابات رئاسية ! رغبة في إفشال التجربة الإسلامية في مصر للخوف من انتصار التيار الديني وتأثيره  على المنطقة المحيطة وبخاصة يهود . ما هذا الذي يحدث في مصر ؟ وأحدث المنتجات ضرورة أن تستقيل الوزيرة نجوى خليل (اليوم 21/3/2013) ما هذا البلاء الطافح!

لماذا تستقيل الوزيرة نجوى خليل؟ الإجابة لأنها وافقت على رخصة توفيق أوضاع جماعة الأخوان وتم الإشهار برقم 644 / 2013 ! وصاحب هذا الطلب حزب من الأحزاب لم نسمع عنه من قبل على الإطلاق! أما الوزير باسم عوده فلابد أن يستقيل فوراً لأنه مشغول مع رجاله في صلاة جماعة !

مرة أخرى : ما هذا البلاء ؟!

إنها حرب شاذة وغريبة! ما هذه الفوضى؟! إنه التَـَّرهل الفكري! أمة غارقة في الدين، رصيدها الاحتياطي بلغ حد القلق ، تحاصرها الولايات المتحدة الأمريكية لفرض ما تريده على النظام ليظل تابعاً كما كان (دع عنك ما يقال أمام الكاميرات) ، وأصحاب الأهواء والأغراض الشخصية قد غرق كل منهم في هواه فأعمى بصره وسد أذنه فلا يرى ولا يسمع! ( تأمل زيارة أوباما للمنطقة !!؟ )

رئيس الدولة يحاول إقامة الأمة على القوة والأمانة وأصحاب الأهواء والأغراض ترحل عيونهم إلى كرسي الرئاسة!! حلم الرئاسة !! لماذا لا أكون أنا الرئيس ؟! الإجابة لأن الأمة لم تنتخبك. (دع عنك الكلام عن التزوير لأنه أفرغ من الفراغ .. ).

(إيه حكاية البلد دي) رئيس منتخب يُعزل ، ومجلس الشورى يُحل ، والنائب العام يُقال، الانتخابات الرئاسية تُعاد!! ثم شر البلية (وثيقة حقوق المرأة)!

أي إمرأة ؟! المرأة المسلمة لديها وثيقتها السماوية. يبدو أن القصد من الوثيقة الأممية أنها تخاطب المرأة غير المسلمة نظراً لأن الأمم المتحدة ترعى بمنظماتها الصهيونية المختلفة كل البشر كما نرى ونشاهد على شاشات التلفاز في الصومال ومانيمار على سبيل المثال!! لنا الله.

لا يمكن أن يكون التنطع الذي نحياه بمثل هذه القسوة.

ما دخل الأمم المتحدة بحق الفرد في أن يكون شاذاً؟ أي حق هذا؟! وقد حكى لنا الكاتب الكبير عبد الوهاب المسيري من قبل هذا البلاء الغربي في معظم كتبه. هذا هو المجتمع (التعاقدي) يا جماعة اليسار (المجتمع التعاقدي) الذي رفضه عبد الوهاب بل أن أحل قومه دار البوار فكان اختياره للمجتمع (التراحمي) الذي تود الأمم المتحدة بمنظماتها الصهيونية أن تنهى عليه في المجتمع العربي الإسلامي ولنا الله. معظم أقلامنا غارقة في التفاهة! انظر إلى أحوالنا في الطريق العام تدرك حجم المأساة الحقيقية التي يعيشها الفرد في مصر ، وقد حكي لنا الأستاذ الدكتور / جلال أمين بعضاً من أحوالنا في كتابه (ماذا جرى للمصريين).

إن الحالة الاقتصادية تلقي بظلها الكئيب على القلوب والنفوس أما

في (المجتمع التراحمي) الذي ننشده نحن نحقق العدالة الاجتماعية التي هي مطلبنا الأساسي من ثورة يناير المجيدة ، لا نريد (المجتمع التعاقدي) سئمنا منه! وبتحقيق

( المجتمع التراحمي ) تحقق العدالة الاجتماعية المنشودة .

وأقول للنخبة المتخمة أن العطور الفاجرة والأزياء الأنيقة والسيارات الفاخرة والأحذية السوداء اللامعة ليست من أدوات النضال، كما أن رباطات العنق الأنيقة (الكرفتات) من ماركة الأراجنس والسيجار الكوبي لا علاقة بالفهم والإدراك !!

من المؤكد أن التخمة لا تلد إلا فاشلاً وقد ينجب الفقر عبقرياً ! سبحان الله !

محمد علي جناح أسس دولة ، علي عزت بيجوفيتش أسس دولة إسلامية في قلب أوروبة العنصرية وانتخب لفترتين رئيساً لجمهورية البوسنة وكل قادة الكرملين أسقطوا ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي وبدأت روسيا من أول الخط ، مع ثعلب ماكر أهلكه الله ومن معه ، لم يستطع حاكم عربي واحد أن يقم العدل حتى تقام الدولة .! ومحاولة الحاكم فى مصر لإثامة دولة على القوة والامانة تقابل بالمؤامرات والسفالات والجهالات سبحان الله !

النخبة المثقلة بالمال والأغراض والأهواء عليها أن تسأل نفسها ماذا قدمت لأمتها؟ وبلا قسم أؤكد أن النخبة التي ترسل عيونها كل يوم إلى قصر الحكم لم تقدم لأمتها شيئاً على الإطلاق! أن التيار الديني الذي كان يحارب وبشدة في مختلف المجالات ظل قرابة ثلاثة أرباع القرن ـ ظل يعارض استبداد السلطة ويحاول دفع البلاء إلى الخير ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

ولكن النظام الاستبدادي المجرم حال بينه وبين إعادة تشكيل عقل الأمة على النمط الذي يرضي الله وهو ما يحاوله الآن النظام الحاكم بعد أن من الله عليه بالنصر الذي يستلزم منه أن يحافظ عليه بالطرق التي ترضي الله ورسوله

وألا يبدده فتتبدد أحلام أمته ويضيع جهده .

لن ينقذنا إلا فعلنا الخاص كما يقول أخي الدكتور عماد الدين خليل لا الأمم المتحدة ومنظماتها الصهيونية التي تخضع للصهيونية الأم بقيادة أمريكا ولا غير أمريكا. فقط الاستقامة على منهج الله حتى تهدأ النفوس وتستقر القلوب ونبذ الترف المرذول الذي تحياه نسبة كبيرة من الأمة والحياة فقط في حدود ما أحله الله والبعد عن ما حرمه سبحانه وتعالى فلا ترف النخبة يصلح ولا ترهات رواد البار الإيرلندي تقيم الدول وتصلح الشعوب .

يا رواد البار الأيرلندي أفيقوا ! ويا صندوق النقد الصهيوني كف أذاك عنا . وأسأل الخبراء : ماذا قدم النقيب ضياء رشوان حتى الآن منذ توليه النقابة قبل أسبوع؟! ومع كل الاحترام والتقدير لرئيس محكمة الاستئناف العليا الذي أصدر الحكم العظيم الذي أكد حق الرئيس محمد مرسي في إصدار إعلان دستوري وسلامة إجراءات تعيين النائب العام كما ذكر (محمود عوض ـ المصريون 22/3/2013) لماذا لم نسمع عن هذا الخبر؟!! وأطلب من سيادة المستشار النائب العام التحقيق بخصوص حديث الأستاذ / عبد الناصر عرفه مساعد رئيس تحرير الأهرام الذي أجراه معه الأستاذ شريف منصور على قناة (مصر 25) وهذا من حقي كمواطن يريد لوطنه الاستقرار والأمن . ولنا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .