حارة اليهود .. وعطفة المسلمين ؟!
كشفت مسلسلات رمضان عن الدور الخسيس الذي يقوم به اليسار المصري مدعوما من الكنيسة والتيارات العلمانية لتشويه الإسلام والمسلمين وشيطنتهم ، وتزييف المفاهيم والرؤى والسلوكيات الإسلامية وسكبها في نفوس الأجيال الجديدة !
صنع أهل اليسار مسلسلا يبث على امتداد شهر رمضان يغسل سمعة اليهود ويغفر لهم سيئاتهم في قتل الشعب الفلسطيني واحتلال أرضه ، ويمحو عنهم عارهم وتآمرهم في مصر وجريمتهم ضد الفلسطينيين والمصريين والشعوب العربية جميعا ، ثم يضعهم في خانة المظلومية التي تتطلب الإنصاف من المسلمين الأشرار الذين يكرهون اليهود ولا يحبونهم ولا يتسامحون مع استئصالهم للفلسطينيين واقتلاعهم من بيوتهم وبلادهم بعد قتل ما تيسر منهم !
وصنع أهل اليسار وأشباههم مسلسلا يذاع على مدى شهر رمضان عن أساتذة الجامعة يكشف خضوعهم لأجهزة الأمن ويضع الشيوعيين في صورة مضيئة حيث يقومون بالنضال ومقاومة نظام مبارك في مقابل صورة مظلمة وحقيرة للإسلاميين ملونة بالنفاق والانتهازية وموالاة النظام المستبد .
أتاحت مصر على مدى التاريخ لكل من يسكنها أيا كانت ملته واعتقاده أن يعيش آمنا مطمئنا يحظى بالحياة الكريمة ويبلغ في بعض الأحيان مدى يفوق ما يبلغه أبناء الأغلبية ، وفي زمن العبيديين والفاطميين وصلاح الدين وصلوا إلى سدة الحكم وصاروا المسئولين المتنفذين الأهم بعد الخلفاء والسلاطين لدرجة الهيمنة وإذلال الأغلبية الإسلامية ، وسخر الشعراء مما آلت إليه الأمور من تسلط اليهود والنصارى في عهد العبيديين على المسلمين، فصوروا الدولة وكأنها تحكم بـ "الثالوث": ابن كلس، والعزيز بالله، والوزير الفضل ، وانتقد الشاعر المصري الحسن بن خاقان، سيطرة اليهود، فعبر عنها بقوله :
يهود هذا الزمـان قد بلغـوا غاية آمالهـم وقد ملكوا
العـزّ فيهم والمال عندهمـو ومنهم المستشار والملك
يا أهل مصر إني نصحت لكم تهوّدوا، فقد تهوّد الفلك
وانتقد الشاعر ابن الخلال الترف والاستبداد، اللذين تمتع بهما النصارى واليهود:
إذا حكم النصارى في الفروج وغالوا في البغال وفي السروج
وذلت دولـة الإسـلام طرا وصار الأمر في أيدي العلـوج
فقل للأعور الدجــال هذا زمانك إن عزمت على الخروج
وعاش اليهود في مصر طوال النصف الأول من القرن العشرين يعملون لاغتصاب فلسطين واستئصال أهلها ودعم العصابات الدموية اليهودية بالمال والمساندة الفكرية والثقافية ، ووظفوا كبار أدباء المحروسة في مجلاتهم التي أصدروها في مصر ، وفي الوقت نفسه كان اليهودي ابن المرابي هنري كورييل يؤلف ويجمع شتات الأحزاب الشيوعية ، ويقدم الدعم المعنوي والثقافي للعصابات الغاصبة في فلسطين حيث وقف الشيوعيون المصريون ضد تحرير فلسطين وأيدوا قرار التقسيم وانحازوا لما يسمى الطبقة العاملة من اليهود هناك ، وبعد انقلاب البكباشي الأرعن 1952 كان كورييل صاحب حظوة لديه ، ومشورة لا تخيب ، وعقب كامب ديفيد اختزل الشيوعيون المصريون القضية في التطبيع الذي رفضوه مشترطين أن يتم بعد ما يسمى السلام بين الفلسطينيين واليهود! والطريف أن من بادروا إلى زيارة الكيان الصهيوني ومهدوا لاتفاقيات أوسلو المهينة كانوا من الشيوعيين المصريين .
اليوم يقنعنا الشيوعيون المصريون وأشباههم أن دماء المصريين التي سفكها اليهود الغزاة في فلسطين وسيناء أرخص من التراب ، ومقابرهم الجماعية في النقب والصحراء ما هي إلا أضغاث أحلام ، والمذابح التي صنعها اليهود القتلة مثل مذبحة كتيبة شاكيد التي قادها المجرم اليهودي بنيامين أليعازر وهو من أصل عراقي وقتل فيها خمسين ومائتي أسير مصري أعزل، ما هي إلا وحي خيال ، وأن اليهود ( المساكين ) في وضع المظلومية الذي صنعه المصريون المسلمون المتوحشون الذين لا يحبون اليهود !
لقد رحب اليهود الغزاة بالمسلسل وصنعوا ضجة دعائية تشيد بالتغير العظيم في فكر المصريين الأشرار ، بفضل المسلسل الذي صنعه الشيوعيون المصريون وأشباههم ، وهؤلاء الشيوعيون المصريون هم الذين ابتهجوا بقتل المصريين المسلمين الأبرياء بالآلاف في رابعة وأماكن أخرى ، وعبروا عن شماتتهم بالأغاني( احنا شعب وانتو شعب لينا رب وليكم رب، وتسلم الأيادي وبشرة خير وغيرها) ، وفي الوقت ذاته يلاحقون الإسلام والمسلمين بالتشويه والتشهير ، ووصم كل متمسك بإسلامه بالرجعية والجمود والانتهازية والتخلف والظلامية والإرهاب!!
يحق الآن لرئيسة الطائفة اليهودية المصرية وعددها ثمان وخمسون فردا، أن تتحدث بعجرفة وصلافة عن المسلسل الذي صنعه خدام اليهود المتطوعون وأعداء الإسلام المتعصبون ، بأنها ستلاحق قضائيا أي خطأ في المسلسل بحق اليهود، وأنها تأمل ألا يتحدث مصري عن ديانته ! صارت مصر حارة لليهود، وعطفة للمسلمين!
وعلى النمط نفسه سار صناع مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" ، فقد قدموا نوعيات وضيعة وحقيرة من أساتذة الجامعة على استعداد أن تبيع أمهاتها في سبيل مصالحها الشخصية، ولم أغضب لخلو هذه النماذج الكثيرة من نموذج مستقيم للأستاذ الجامعي، بقدر غضبي أن يحتكر الشيوعيون بزعامة الأستاذ الشيوعي المستهتر الماجن وطلابه الشيوعيين شرف النضال والمقاومة للاستبداد ، وأن يبوء المسلمون بالنفاق والانتهازية والعمل لحساب أجهزة الأمن والقمع !
الشيوعيون يعلمون الآن أن هناك أكثر من خمسين ألف أستاذ وطالب وعامل ومثقف إسلامي في سجون الانقلاب ، يسامون الخسف ويعيشون البؤس من أجل الحرية والكرامة والعدالة ، وأن الشيوعيين الذين في السجون الآن قلة تعد على أصابع اليد الواحدة ، ودخلوا السجن بعد أن غدر بهم الانقلاب الذي تحالفوا معه على وأد الحرية وقتل الديمقراطية ، وظنوا أنه سيمنحهم مالا يحلمون به من المناصب والعطايا ، فخاب ظنهم ، وتبدد حلمهم .
الشيوعيون خانوا الأمة طوال تاريخهم الأسود ، لم يحاربوا مستبدا بقدر ما حاربوا الإسلام والمسلمين ، وعملوا لحساب النظام العسكري منذ 1952 ، وحينما سيطروا على المناصب الثقافية والإعلامية والفنية والتعليمية والصحفية ، كانوا أبشع مثال للإقصاء والأنانية والاستئصال . والطريف أنهم يرمون المسلمين بدائهم هذا وينسلون ، مع أن كثيرا منهم لم يصل إلى مجلس الشعب والشورى إلا على قوائم الإسلاميين ، ولم يطلبهم أحد للمشاركة في المجالس والهيئات إلا في عهدهم أيضا .
الله مولانا . اللهم فرج كرب المظلومين . اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم !