الشاعرة شيماء محمد توفيق الحداد، من مواليد دمشق 1992م، طالبة في كلية الشريعة، بجامعة دمشق، تحفظ القرآن الكريم كاملاً، وتجمع القراءات السبع من طريق الشاطبية عند والدها الشيخ د. محمد توفيق الحداد حفظه الله، أحد أبرز طلاب شيخ قراء الشام: كريم راجح حفظه الله.
كما أتمت حفظ جملة متون، منها متن الورقات في علم أصول الفقه، ومتن الرحبية في علم الفرائض ومتن الجزرية في علم التجويد، ومتن منظومة البيقونية في علم مصطلح الحديث وفي طريقها لإتمام متن الشاطبية في علم القراءات، ومتن الألفية في علم النحو.
عضو مناصر في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، تهوى الإلقاء والإنشاد، والكتابة في الألوان الأدبية المختلفة: الشعر، والقصة، والرواية، والمقالة، والمقامة، والخاطرة، والمسرحية، وأدب الطفل، والدراسات الأدبية، والكتب الفكرية.
نالت المركز الأول في مسابقة إلقاء الشعر الفصيح في مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز (سايتك) في الدمام، بقصيدة من تأليفها، كما نالت شهادة أفضل تحقيق صحفي على مستوى القصيم في السعودية.
نشرت بعض المواد الأدبية في كل من: موقع رابطة الأدب الإسلامي العالمية في المجلة الافتراضية، وموقع رابطة أدباء الشام، وشبكة الألوكة الإلكترونية، ومجلة منبر الداعيات، ومجلة الفاتح الإلكترونية وغيرها..
أبدعت: القدس عاصمة الثقافة الإسلامية، وكتاب: قصص الأنبياء بجزأيه، وحكايا وعبر من وحي القرآن الكريم بجزأيه، ولها أعمال كثيرة ومتنوعة، بعضها تحت الطبع، وبعضها ما زال قيد التأليف والمراجعة، ولها ديوان: ملحمةُ غزة، الذي قدم له أ. سليم عبد القادر، وقال فيه؛ تعريفاً بها:
صاحبة هذه القصائد الصادقة تكتب شيماء الشعر العربي الأصيل، الموزون المقفى الصريح الواضح، في سن مبكرة نسبياً، فتحافظ على هوية الشعر العربي، بخصائصه الأصيلة، بعيداً عن لوثات النثرية والغموض المنقولة عن الغرب تقليداً أعمى، لا غير..
ويحس القارئ بصدق العاطفة وحرارة الكلمة في كل ما تقول، وهي تقدم الفكر الراقي المؤمن الملتزم، فترسم للأمة طريق النهوض والخلاص.. ألا وهو طريق الدعوة والجهاد والثبات والتضحية، والتمسك بالحق القوي الواضح، وتربية الأجيال على هذه المعاني الكريمة اللائقة بخير أمة خرجت للناس..
تقول في قصيدتها:
رسُولَ الْوَرَى يَا بَشِيرَ الْهُدَى=عَلَيْكَ السَّلاَمُ طَوَالَ الْمَدَى
بِحَقٍّ أَتَيْتَ.. بِعَدْلٍ قَضَيْتَ=فَطَابَ الْوُجُودُ غَداً أَسْعَدَا
أَوَانَ الْحُرُوبِ: شُجَاعٌ أَبِيُّ=وَعِنْدَ السَّلاَمِ: كَرِيمٌ وَفِيُّ
مَعَ الْكُلِّ كُنْتَ الصَّدُوقَ الشَّفِيقَ=وَدَوْمًا رَسُولِي رَحِيمٌ نَدِيُّ
صَبَرْتَ السِّنِينَ عَلَى مَنْ بَغَى=وَمَنْ فِي الْأَنَامِ عَدَا وَطَغَى
وَكُنْتَ الْحَكِيمَ وَكُنْتَ الرَّحِيمَ=فَبِالنُّورِ قَلْبٌ صَفَا وَصَغَى
رَسُولِي حَيَاتُكَ نِبْرَاسُ عَيْشِ=شَرِيفٍ نظيفٍ وَلَيْسَ بِطَيْشِ
بِكَ الْإِقْتِدَاءُ إِلَيْكَ الْوَفَاءُ=وَجُنْدُ الْعَقِيدَةِ أَنْبَلُ جَيْشِ
وَحُكْمُ الطُّغَاةِ غَزَا عَصْرَنَا=وَأَدْمَى السَّلاَمَ كَمَا فَجْرنَا
وَعَاثَ فَسَاداً وَأَرْدَى بِلاَداً=فَكُلُّ الْأَنَامِ بَكَى خَيْرَنَا
فَحِينَ حَكَمْنَا بِنَهْجِ الْكِتَابِ=سَمَتْ أَرْضُنَا فَوْقَ هَامِ السَّحَابِ
وَطَابَتْ بِزَهْرٍ.. وَفَاحَتْ بِعِطْرٍ=وَعَاشَ الْأَنَامُ بِظِلِّ الصَّوَابِ
وَحِينَ تَرَكْنَا سَبِيلَ الْهُدَاةِ=تَلَوَّعَ كَوْنِي مِنَ النَّائِبَاتِ
وَعَانَى جُرُوحاً وَقَاسَى قُرُوحاً=فَهَذَا نِتَاجُ انْتِصَارِ العُدَاةِ
رَسُولِي وَإِنِّيَ أَعْرِفُ دَرْبِي=أَذُوبُ بِحُزْنٍ يُمَزِّقُ قَلْبِي
فَإِنَّ الْمَآسِي غَدَتْ مِثْلَ فَاسٍ=يَدُقُّ الْهُدَاةَ بِشَرٍّ وَحَرْبِ
رَسُولِي لَقِيتَ الْأَسَى بِاصْطِبَارٍ=إِلَى أَنْ جَنَيْتَ بَدِيعَ الثِّمَارِ
وَطَابَ الزَّمَانُ وَصَارَ الْقُرَانُ=يُرَتَّلُ فِي كُلِّ أَرْضٍ وَدَارِ
وَنَحْنُ سَنَصْمُدُ مِنْ دُونِ يَأْسِ=إِلَهِي سَيَنْصُرُنَا حِينَ بَأْسِ
(لِنَهْدِ الْأَنَامَ وَنُحْيِ الْوِئَامَ)=وَيَغْدُو السَّلاَمُ لِأَرْضِي كَرَأْسِ
مُحَالٌ نَضِيعُ مُحَالٌ نَخُورُ=فَكَأْسُ الْمَنَايَا عَلَيْنَا يَدُورُ
وَلاَ شَيْءَ ثَمَّ يَكُونُ الْأَهَمَّ=مِنَ الْحَقِّ يَا إِخْوَتِي فَلْتَسِيرُوا
وَإِنَّ انْتِصَارَ الْفَضِيلَةِ نَصْرٌ=لِكُلِّ الرُّبُوعِ لِيُهْزَمَ كُفْرُ
إِذَا الْعَدْلُ سَادَ وَذَا الظُّلْمُ بَادَ=تَمُوتُ الْمَآسِي وَيَبْزُغُ فَجْرُ
رَسُولَ الْوَرَى كُنْتَ فِينَا خَطِيباً=عَهِدْتَ إِلَيْنَا بِأَنْ نَسْتَجِيبَا
وَنَحْيَا مُزُوناً تَهِلُّ هُتُوناً=فَيَغْدُوَ رَوْضُ الْبَرَايَا خَصِيبَا
صِحَابُكَ خَاضُوا فُتُوحَ الْجِهَادِ=لِيَهْدُوا الْأَنَامَ سَبِيلَ الرَّشَادِ
وَسَارُوا جُمُوعاً وَكَانُوا رَبِيعاً=لَهُ هَلَّلَ النَّاسُ فِي كُلِّ وَادِ
كَذَلِكَ كُنَّا بِعَهْدٍ رَشِيدٍ=وَإِسْلاَمُنَا نَهْجُ عَيْشٍ سَعِيدِ
لَهُ سَنَعُودُ بِهِ سَنَقُودُ=بِإِذْنِ الْعَظِيمِ السَّمَيعِ الْمَجِيدِ