الوطنية بين الشيوعيين واللحى التايواني!
عاش الشيوعيون وأصحاب اللحي التايواني تحت أقدام العسكر طوال تاريخهم المشين . لا يرون إلا ما يرى الفرعون الإله صاحب البيادة .
كان الشيوعيون في العصر الملكي بقيادة اليهودي الصهيوني هنري كورييل ، يدعون إلى العنف والإرهاب والدم وحتمية الصراع الطبقي ، وضرورة التخلص من الدين أفيون الشعوب ، ولم يكتفوا بذلك بل وقفوا إلى جانب الغزاة النازيين اليهود وهم يخلون أرض فلسطين المسلمة من أهلها الأصليين بالدم والسلاح والكذب ، ويشردونهم في أرجاء العالم بلا رحمة ولا شفقة ، ثم وصفوا نجدة الشعوب العربية لأهل فلسطين بأنها " حرب قذرة " وأعلنوا تأييدهم لتقسيمها عام 1947 ووقفوا إلى جانب حزب العمال اليهودي ( المابام ) الذي يقوده السفاح دافيد بن جوريون تحت دعوى وحدة الطبقة العاملة !
وعاش الشيوعيون في عهد البكباشي الأرعن يخدمونه ويؤلهونه نظير أنه ملّكهم الصحافة والإذاعة والتليفزيون والسينما والمسرح والثقافة والنشر والتعليم ، وعدّوها ملكية خاصة حتى يومنا هذا . مع أن البكباشي اعتقلهم وعذبهم وقتل منهم تحت التعذيب؛ الشيوعي "شهدي عطية الشافعي "، وكان يراهم خونة وغير وطنيين وغير مؤمنين، إلا إنهم ما زالوا يسبحون بحمده ويقدسون له حتى اليوم . ( : انظر إبراهيم عبده ، أقول للسلطان ، المكتب المصري الحديث ، القاهرة ، 1976 ، ص 97 وابعدها ) .
ولم يخرج أصحاب اللحى التايواني أو الشيطاني قيد أنملة عن أوامر أمن الدولة التي كانت تسمى المباحث العامة ، فنهوا عن الخروج على ولى الأمر ولو كان ظالما وفاجرا ، وكانوا عونا للجهاز في الوشاية بمن تشتم فيه رائحة الرغبة في الحرية والكرامة والعدل ، وخانوا الأمة بالمشاركة في الانقلاب العسكري الدموي الفاشي ، وباركوا قتل الآلاف في الحرس الجمهوري والمنصة ورابعة والنهضة ورمسيس والفتح وأكتوبر والأولتراس ، ودلجا وناهيا وكرداسة وبقية ميادين مصر وشوارعها ويومها لم يتحدثوا أبدا عما يسمونه الدماء المعصومة ! واصطفوا جنبا إلى جنب مع المرشد العام للانقلاب تواضروس ، بعد أن كانت فتاواهم تحظر تهنئة النصارى!
أنتج الشيوعيون مسلسلا تلفزيونيا يصورون فيه اليهود ملائكة الرحمة ، والمسلمين شياطين الإنس، وخرجت نفاياتهم الذابلة من الحفريات تشيد بالمسلسل وتشيد بصنّاعه خدام الانقلاب وأعداء الحرية والعدالة والكرامة ، وراح بعض صبيانهم يعقدون مقارنة بين اليهودي الشيوعي "شحاته هارون "، والبطل المسلم " محمد صلاح سلطان " الذي حقق رقما قياسيا عالميا لم يسبقه إليه أحد في إضرابه عن الطعام وهو أسير احتجاجا على عسف الانقلاب وجرائمه واعتقاله دون وجه حق ، ويرون أن السيد هارون اليهودي الشيوعي لم يتخل عن مصريته ، مثل محمد سلطان !
يقولون " في الخمسينيات كان شحاتة هارون مخيرا بين التنازل عن جنسيته وعلاج ابنته الكبرى «منى» بسفرها إلى باريس، فاختار مصريته، مضحيا بعلاج ابنته، التي ماتت بالفعل، هنا ينبغي أن نقارن بين تلك اللحظات العصيبة التي عاشها الأب شحاتة هارون، وانحيازه للوطن، وبين اختيار «محمد سلطان» الإخواني ابن الإخواني صلاح سلطان، الذي تنازل عن جنسيته، لتصدر السلطات المصرية عنه عفوا، واستدعى ذلك منه أن يقبل تراب الوطن الأمريكي، الذي لم يعرف غيره، فعلاقته بمصر بدأت بعودته من أمريكا عقب ثورة يناير... ".
هذا التدليس الشيوعي يظهر كمّ الكراهية الذي يكنه الشيوعيون المصريون للإسلام قبل كراهية محمد سلطان ووالده العالم المجاهد الأسير صلاح سلطان . ويكشف ثانيا عن خيانة الشيوعيين لمبادئ الحرية والعدالة التي طالما تشدقوا بها ، ويوضح ثالثا انحيازهم الأعمى لليهود الغزاة من خلال إشادتهم بالمسلسل المضلل الذي صنعه شيوعيون مصريون يختزلون النظرية الماركسية في كراهية الإسلام والمسلمين ولا شيء بعدها .
لقد عاش اليهود وغيرهم من أصحاب العقائد غير الإسلامية يعملون ويربحون ويعبرون عن أفكارهم ومعتقداتهم وينشئون الأحزاب والصحف ، وقابل اليهود سماحة الوطن بخيانته ودعم العصابات اليهودية المجرمة بالمال والسلاح والتأييد الإعلامي وتهديد الصحف التي تعرض قضية الظلم الذي لحق بالفلسطينيين بمنع الإعلانات عنها ( مجلة بنت النيل مثلا ) ، مع تجنيد الشيوعيين المصريين للدفاع عن القتلة اليهود تحت زعم وحدة العمال!
كان شحاته هارون مواطنا حرا ، ولم يعتقل إلا لنشاطه الشيوعي التخريبي ، وعلاج ابنته في باريس أمر إنساني ، ولا أظن أحدا يستطيع في مملكة البكباشي أن يمنع شيوعيا خاصة إذا كان يهوديا من السفر أو يساومه على جنسيته ، مالم تكن هناك وقائع أخرى لم يذكرها صبيان الشيوعيين . أما البطل المسلم محمد صلاح سلطان فقد كان تحت قهر السلاح والإضراب الذي حوله إلى هيكل عظمي ، والاتفاق تم بين الدولة الراعية للانقلاب من ناحية والانقلابيين من ناحية أخرى، ومع ذلك فعروق محمد سلطان تجري فيها الدماء المصرية التي لا يستطيع أن ينتزعها منه أحد !
ترى لماذا لا يتكلم الشيوعيون الانقلابيون عن شخص آخر كان ضمن طاقم الجزيرة المفرج عنه ، وقد تخلى عن جنسيته المصرية مرغما ليظفر بالحرية وينجو من مصير مجهول على يد العسكر؟
لقد وصف الشيوعيون الذين خدموا البيادة على مدي ستين عاما أو يزيد الرئيس محمد مرسي بالخيانة والجاسوسية ، واتهموه ظلما وعدوانا بأنه أرسل من قفصه الزجاجي الانقلابي إشارة ذبح ، وزعموا أنهم كان شجعانا في عهده وهاجموه ، وإني أسالهم : اين شجاعتكم الآن ؟ هل تستطيعون نقد الانقلاب بكلمة ؟ هل يمكنكم أن تطلبوا منه التوافق والمشاركة في الحكم ؟ هل تقدرون على التظاهر والسخرية كما كنتم تتظاهرون وتسخرون من مرسي ؟ إنكم يا رفاق ؛ جبناء بامتياز! لقد صار الانقلاب رئيسا لتحرير صحفكم ومحررا لأخبارها ومقالاتها ، ومن يشذ عن بيان المتحدث العسكري بحرف واحد أو رقم واحد سيلقى في قعر مظلمة !
ولا يختلف أمر اللحى التايواني أو الشيطاني عن عبّاد ماركس وتروتسكي ، فهم أمام الصفعات التي يكيلها لهم الانقلاب وخدامه من تهديدات بحل أحزابهم وجمعياتهم وحرمانهم من المساجد والخطابة ، يؤدون لعبة عجين الفلاحة ، وآخر ما تفتقت عنه أذهانهم إصدار نشرات ورقية توزع على أبواب المساجد تحت مسمى مصر أقوى من الإرهاب يدينون العنف وسفك الدماء المعصومة ، ولكنهم لا يشيرون إلى دماء الأبرياء الذين يتم تصفيتهم في بيوتهم وفقا للمصطلح اليهودي الإجرامي ، ولا يهتز لهم جفن أمام من يغلقون المساجد ويمنعون الاعتكاف ويدعون إلى الثورة الدينية إياها ويتحالفون مع الشيعة ، وإن كانوا مشغولين بمن يبلع قشرة شفته : هل تبطل الصوم أولا ؟
الله مولانا . اللهم فرج كرب المظلومين . اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم .
وسوم: العدد 624