احذروا ، وحذِّروا من مجالس الرويبضات !؟
مجالس الرويبضات كثرت ، وتصريحاتهم ، بل وقاحتهم زادت !؟ حتى كادوا يُسكتون أهل العلم والخبرة !؟ وصرتُ كلما وجدتُ كلاماً لاولئك الأفاضل ، أشفق عليهم من تعليقات اولئك ، التي تنضح بالشتائم وسوء الأدب والجهل الممزوج بالتعالم والتطاول !؟
لقد حذٌر ربنا من تصرفات السفهاء ولو بأموالهم ، لما في ذلك من ضرر عليهم وعلى الآخرين !؟ فكيف بمن يسوّد صفحات العقول بما يعرف وما لا يعرف !؟
ياهؤلاء ! والله لقد ملأتم قلوب المخلصين آسىً وألماً !؟ ليس كل مال يُكتسٓب حراماً ، ولو كان كثيراً ! وليس كل عالم تحرٰك في ساحة العلم والإصلاح صاحب عمامة سوء ! في رأيكم الفطير ، إذا لم يكشف لكم عن نيته وخطته !؟
وصل إلى أحد القضاة المشهود لهم ببعد النظر في العصر الحديث ، من مؤمن آل فرعون في قصر أحد الحكام بأن بطانة السوء قد ملؤوا رأسه غروراً بعد قتل أحد العلماء الدعاة ، لإكمال الجريمة بحق إخوانه ومحبي الخير والإصلاح !؟ فزار القصر ، وتدافع الصحفيون لأخذ تصريح منه ، وبعض هؤلاء بوق أوعين ! ؟ فلم يزد أن قال : زيارة كريمة لملك كريم ! فثارت ثائرة بعضهم مخوناً ومسخّفاً ، فقال ، وهو مشفق عليهم يامساكين ! لقد اشتريت دماءكم بأربع كلمات !!
وهذا القاضي سجن وحُكم بالإعدام في عهد حاكم حاقد آخر ، وناله وأسرته من الأذى مالا يعلمه إلا الله ، وقضى في السجن حوالي عشرين عاماً وهو صابر محتسب !؟
ومع ذلك فقد ناله وهو في السجن ماناله من أحدهم في كتاب له ، من الاتهام ، وقد حزنت حزناً باكياً حين قرأته منذ أربعين عاماً !؟ وأحس هذا المؤلف بعد ذلك - أنه أصبح وحيداً في ساحة المواجهة - والأمر كذلك - وأتباع الحاكم الجديد يهاجمون الإسلام ونبيه جهاراً نهاراً ، ويسخرون من علمائه وتشريعاته !؟
وحين أذِن الله بخروج القاضي من السجن ، جاءه الزائرون والمهنئون ، ومنهم صاحب الكتاب - غفر الله له - وحين انفرد القاضي به ، قال : جزاك الله خيراً ياشيخ فلان كانت أخباركم تصلنا ونحن في السجن ! نحن كنا نواجهم ونواجه جلاديهم في الزنزانات ، وأنتم كنتم تدافعون عن الإسلام ، وتقتحمون محافلهم التي كانوا يكيدون فيها لدين الله !
أعود لأقول : علماونا ساداتنا ! وأما الخرافيون والتكفيريون والملوثون مع الطواغيت من أعداء الإسلام فلا يمثلون أحداً سوى مطامعهم وأهوائهم ومٓن اشتروا ذممهم ، ورضوا أن يكونوا آبواقاً لهم !؟
واما اولئك من أمثال هذا القاضي والمؤلف رحمهما الله تعالى ، وغيرهم من أهل الفضل فأساتذتنا ، وإن كنا لم نتتلمذ عليهم ! وشيوخنا ، وإن كنا لم نأخذ عنهم ! وإخواننا ! وإن كنا لم نلتقِ بهم ، رحمهم الله أحياءً وأمواتاً ، وجزاهم الله كل خير !
ولولا خشيتي أن يتطاول عليهم أغلمة السفه ، لذكرتهم بأسمائهم ! وهي ليست خشية مفترضة ! فقد قابلت وسمعت رويبضات يشتمونهم بعد موتهم ، ويتطاولون عليهم ، مما يدمي القلب ، ويؤسي النفس !؟ وما أعلم لهؤلاء حضوراً في جلسة عالم ، ولاإجازة في كتاب علم !؟ ولا أحداً أجازهم ولو بقراءة قصار السور وتعليمها !؟ وهم يخوضون في مسائل ، ويفتون فيها !؟ ولو أن مصطفى الزرقا ومحمد الحامد ، وابن باز وابن عثيمين ، والطنطاوي والشعراوي ، وابن عاشور والمحمود - رحمهم الله - وغيرهم ، كانوا أحياء ، لتوقفوا ، وأرجؤوا القول فيها لما بعد التمحيص والبحث والمراجعة !
وسوم: العدد 625