تساؤل مشروع وفي محله..
أعزائي القراء..
أتساءل أحيانا :
هل تغيرت سياسة الأنظمة التي كانت شيوعية ديكتاتورية في العهد السوفيتي الى انظمة ديموقراطية معتدلة تحترم أبناءها وتبني بصدق أوطانها؟
وأتساءل ايضا :
هل تغيرت سياسة الدول العربية والتي ناضلت من أجل ربيعها العربي وهل تحولت فعلا الى أنظمة ديموقراطية ؟
الإجابة على التساؤل الاول ب لا لم تتغير.
فالإتحاد السوفيتي السابق والمنقرض وعميد منظومة الديكتاتورية الشيوعية عادت له الحياة من جديد وهو يعمل اليوم بنفس الإسلوب السابق ولكن بطرق ملتوية.
فرأس النظام بوتين هو شيوعي أصيل وأكثر من ذلك هو أحد أركان نظام المخابرات السوفيتي.
ومجلس الدونما عاد لسياسة التصفيق له.
أما الدول التي كانت دائرة بفلكه فبعضها تحرر الى حد ما بسبب طبيعة شعوبها مثل بولونيا . والتشيك لحد ما ومنها مازال يتدثر بغطاء الديموقراطية المقنعه بينما البستها الداخلية لم تغيرها منذ ايام الشبوعية.
والإجابة على التساؤل الثاني ب لا لم تتغير.
فعميدة الربيع العربي تونس انتخبت رئيسها من شريحة النظام التي انقلب الشعب عليها.
واكثر من ذلك تعالت أصوات من تونس تستنكر أحكام الاعدام بمجرمي القدافي والتي صدرت مؤخرا بحقهم والذين أبادوا في عهده الألوف المؤلفة من الأبرياء كما حصل في سجن بوسليم حيث أبقى القذافي دماء الابرياء على جدران السجن لفترة طويلة بعد المجزرة بحقهم درسا لكل من يحاول الإعتراض على اعتقاله.وهؤلاء هم نفسهم الذين حملوا طلاب جامعة طرابلس الى أعواد المشانق ضمن الحرم الجامعي من قبل عاهرات الثورة والانكى من ذلك كان اجبار رفاقهم الطلبة بالتجمع بشرفات الجامعه لمتابعة فصل الاعدام حتى يكون درسا لهم.
تونس أم الربيع العربي تتباكى اليوم على هؤلاء القتله الذين عوقبوا بما يستحقون.
وتونس هذه ..هي التي تتقدم اليوم خطوة ..خطوة لمد بعض الجسور لبناء علاقات من نوع ما مع نظام القتلة في سوريا.
أما بلد الربيع الثاني وهي مصر . فبعد أن إتخذت بعض الخطوات في طريق الديموقراطية ..بدأ الزلزال يهزها.
لم يمنح د. مرسي اكثر من 3 شهور لوضع برنامج اصلاحي حتى بدأت المسيرات المدفوعة الأجر تنهال ضده فمورس ضده اشنع الوسائل للحط من قدره بما فيها التبول على جدران قصر الاتحادية كنوع من الاستفزاز المدروس لإهانته دون أن يتجرأ على معاقبتهم حتى بفعل مناف للاخلاق العامة وليس بفعل سياسي كيدي مبتذل ، وكيف يستطيع والدولة العميقه مازالت معشعشة في مفاصل الدولة ؟
وكوني مهندسا مارست مهنة الهندسة لست واربعين عاما فإني أعرف أن انجاز الدراسة الاولية لمجمع أبنية كجامعة مثلا يحتاج لاكثر من عامين ناهيك عن التنفيذ بينما كان أعداء الديموقراطية يريدون كذبا ان تصبح مصر في عهد مرسي وبثلاثة اشهر جنة الله على أرضه وهي التي إعتلاها الخراب والفساد لعقود طويله .
فأعادوا لمصر من هو أسوأ من مبارك .وخرج المباركيون من المعتقلات ليستمروا في فسادهم وطغيانهم تحت مظلة نظام أسوأ الف مرة من نظام مبارك نفسه.
أما في ليبيا واليمن وسوريا وهي بلدان تواقة للحرية فمازالت تُحارَب من مختلف الدول صاحبة النفوذ تحت غطاء مشبوه هم من شارك به سموه الارهاب.
أعزائي القراء..
هناك مؤامرة على الأمة العربية خصوصا. وعلينا ان نفهم ذلك .
فهم يريدون لها حكاما ديكتاتوريين حتى:
يقهروا شعوبهم
يلهوهم بلقمة عيشهم.
يدربوهم على ممارسة الفساد.
يصفقون لحكامهم.
يبعدونهم عن همومهم الوطنية .
يبعدونهم عن التقدم العلمي والإبداع.
ان تبقى هذه الدول تابعة لهم اقتصاديا وسياسيا.
ان تبقى اسرائيل واليوم معها ايران وكلاء الغرب على الأمة العربية.
ثم يأتي مرتزقة من هنا وهناك.
ليتهموا الشعب السوري بالتآمرعلى نظام الصمود الفاجر.
ويأتي مرتزقة ليعتبروا توسيع قناة السويس هو المشروع التاريخي لمصر بعد ان اجتزئ منه تسعون بالمائة من تصميمه الهندسي بأوامر من حكام دولة الفنادق حتى لاينافس مشروع الصيانه والسياحة والمنطقة الحرة في جبل علي.فأخذ السيسي رشوته وترك اعلامه وقنواته الفضائية تلعلع بالانتصارات.
إخواني ...
ان الهجمة على الثورة السورية ليست من فراغ.
فهم يعرفون تماما ماذا يعني نجاحها وإنعكاسها على كامل المنطقة.
السوريون ملكوا زمام امرهم بربيع عربي أو بدونه ..لايهم ذلك.
يهم أن تتحرر سوريا وإلى الأبد من نظام الإستبداد الأسدي والوصاية الغربية ليعود كل خبرائها من جديد ليبنوا سوريا المستقبل اقتصاديا باسلوب ديموقراطي .
وسوم: العدد 627