تَذاكرُ وقوفٍ ... تَذاكرُ ... تَذاكرُ ...
نشر ملحق جريدة الأهرام المصرية للسيارات يوم الجمعة 18/1/2013م بالصفحة 16 رسالة بعنوان "أستاذ واقف" ظريفة جداً، فلما التقينا صباح الأحد 10/2/2013م، أنا وبعض زملائي بقسم اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم المجتمعية بجامعة السلطان قابوس، فلما تكفنا كراسي الغرفة – حكيت لهم الرسالة
ثم زدتهم عليها ما حدثنا به في مجلس محمود محمد شاكر، الدكتور محمود محمد الطناحي، قال:
في إبَّان عمل الأستاذ محمود حسن إسماعيل رئيس الإذاعة المصرية صخب عليه أحد الموظفين الجدد بأنه لا يجد لنفسه مكتباً، وأنه لا صبر له على هذه الحال، وأنه لا يجوز أن يكون مثل هذا أو يستمر في المؤسسات الكبيرة، وأنه.. وأنه.. وأنه.. - قال- فأمره أن يتقدم إليه رسمياً بطلب ما يريد، ففعل، فأمسك بالطلب الأستاذ محمود حسن إسماعيل، ثم علّق عليه جواباً رسمياً:
يعمل واقفاً!
فلم نزل نتذاكر تعليقه هذا مثلما نتذاكر قصائده!
رحمهم الله جميعاً!
فطرب لذلك كثيراً الدكتور محمد الهادي الطرابلسي – ولا سيما بعد أن أكّدت له أن محمود حسن إسماعيل هو صاحب قصيدة النهر الخالد التي لحّنها وغناها محمد عبد الوهاب وتَيَّمت الدكتور الطرابلسي حتى نشط لحكاية ما شهده بباريس في ستينيات القرن الميلادي العشرين، من رغبته يوماً في أن يشهد بعض العروض المسرحية، فلم يجد كرسياً، ولكنه عثر على تذكرة وقوف، تمكّنَ بها من حضور العرض واقفاً ساعتين على حقيقة السعادة المسرحية!
ولقد طربت لذلك كذلك، حتى حكيت عن يونس شلبي الممثل المصري المعروف رحمه الله! أنه ذكر مرة مفتخراً بنفسه وزملائه، أنهم كانوا زمان عرض مسرحيتهم "مدرسة المشاغبين" – وهي أهم مدارس قلة الأدب الحديثة – تحتشد عليهم حشود المشاهدين، حتى يضطروا إلى بيعهم تذاكر وقوف!
وسوم: 634