خديعة الحل السياسي
لم تدخل روسيا – كما تدعي و تكذب – لإيجاد حل سياسي للوضع في سوريا ، و إنما دخلت لحسم الأمر عسكرياً ، حيث أنها كانت تعتقد أن بقوتها الجوية و بقوى شبيحة الأسد و حزب اللات وإيران على الأرض ستحسم الأمر خلال أيام قليلة ، و أنها ستعيد كامل الأراضي السورية إلى الإحتلال الأسدي، إلا أنها عندما واجهت سداً منيعاً من ثوار سوريا و أبطالها ، و على امتداد كل الجبهات اعتباراً من ريف حماة و اللاذقية و امتداداً لريف حمص و حلب و درعا و دمشق ، و ما أدركته من هزل و ضعف مما يعانيه جنود الأسد و كل من يساندهم من شبيحة داخلية و خارجية،عندها أدركت أنها ستتورط كما تورط من قبلها حزب اللات و إيران ، و أن طولة الحرب لن تجني منها إلا خسائر مادية و بشرية و سياسية أيضاً بمنظور المستقبل للمنطقة، و من أجل ذلك قررت تغيير مسار خطتها و حسم الموضوع عن طريق الخدعة السياسية.
حيث أن الروس أبلغوا الدول المعنية بموافقتها على الحل السياسي و لكن بشرط أن يبقى المجرم الأسد في فترة انتقالية تمتد لستة شهور، و من أجل ذلك استدعت الأسد بتلك الصورة التي روج لها الإعلام على أنها زيارة الوداع، و الحقيقة انها خدعة سياسية كبيرة.
و الخطة تكون بأن يتم انتقال سياسي في السلطة من خلال تشكيل حكومة مؤقتة من كل الأطراف و بوجود الأسد و خلال ستة الأشهر، على أن يتم إيقاف النار على كل الجبهات بين الثوار و النظام الأسدي المجرم ، و سوف يتم طرح عدة مقترحات يتم من خلالها سحب كل مصادر القوة العسكرية من الثوار و يتم بالخفاء إعادة ترتيب الجيش الطائفي العلوي مع الميليشيات المقاتلة معه و تقويته ، و عندما تحين ساعة الصفر و تأتي الأوامر بمغادرة المجرم لكرسي الحكم ، ستقوم أجهزة المخابرات السورية بإجبار كل السكان الموجودين في مناطق النظام المجرم دمشق و اللاذقية و طرطوس و حماة و حمص و غيرها – و هي تشكل نسبة لا بأس بها من مجموع سكان سوريا – و الإستعانة بالموالين في دول الخارج للخروج بمظاهرات و القيام باعتصامات تأييدا للمجرم بشار ،و رفضاً لمغادرته سدة الحكم، و هنا ستخرج أصوات دولية كثيرة لإعادة النظر في خروج المجرم ، و العودة إلى صناديق الاقتراع و التي ستتم تحت أعين و أيدي المخابرات المجرمة و سينجح المجرم بأغلبية ساحقة، و في حال فشل ذلك الحل تكون الأمور العسكرية أفضل مما هي عليه الحال الآن بكثير ، و سيتم إعادة اجتياح المناطق الغير مؤيدة و إعادة احتلال سوريا من جديد و بوجود روسيا.
و بناء عليه فإن أي حل سياسي مرفوض رفضاً قاطعاً ، إذا كان يسمح ببقاء المجرم و لو ليوم واحد فقط ،أصلا لو كان هذا العالم يملك أدنى مستوى من الأخلاق لحاكم هذا المجرم الاستثنائي حرصاً على سلامة مستقبل البشرية .
و ندعو جميع إخواننا الثوار أن لا ينصاعوا لأي أوامر تسليم سلاح أو إيقاف جبهات القتال قبل رحيل المجرم كشرط اساسي غير قابل للنقاش أبداً قبل الدخول في أي مفاوضات للحل.
وسوم: 639