هناك حيث ينخفض الدولار وترتفع رابعة

الفوز التركي بالأمس كان ضربة شديدة على عدة رؤوس كان ضربة لعسكر الإنقلاب الجهلاء في مصر, جاءت في توقيت قاتل مسموم بالنسبة لهم بعد أن قاطع الشعب إنتخاباتهم ولم يذهب أحد, جاء ضربة لغلمان زايد الذين أنفقوا الكثير من أجل تقويض التجربة الإسلامية في تركيا, جاء ضربة أيضا لجهود مستمرة منذ سنة 2013 لإسقاط التجربة الإسلامية و إعادة تركيا من جديد إلى جيب العلمانيين أصدقاء امريكا جاء ضربة للسفاح بشار الذي يطربه بالطبع أن يفشل حزب اردوغان ولكنه جاء أيضا ضربة للتيار التالف (تيار لا عسكر ولا اخوان) و أقصد بهم مجموعة الصيع معدومي الظهير الشعبي.

جاء فوز الإسلاميين في تركيا ليؤكد أن الشعوب الإسلامية ما تزال محتفظة بهويتها, لم يكن نصرا للديموقراطية هذه المرة, فتركيا عانت هي الأخرى من قطعان العلمانيين والعسكر, بل كان نصرا للإسلاميين وتجربتهم.

جاء فوز العدالة والتنمية ليؤكد أن أمتنا أمة واحدة, ترتبط ببعضها البعض بتاريخ واحد.

اترك الامر للشعوب وسينتخبون الاسلاميين.

في غزة عندما أجريت انتخابات, فازت حماس.

في مصر بعد الثورة عندما أجريت انتخابات جاء الرئيس مرسي.

في تركيا فاز اردوغان وحزبه العدالة والتنمية.

يوم الأمس كان تجربة أسعدت ملايين المصريين والسوريين والفلسطينيين كما أسعدت أشقاءهم الأتراك.

بالأمس أحسست أن الشعب كله قد انتفض لإنقاذ تركيا من السقوط في مستنقع العلمانيين, فاقتنص حزب العدالة والتنمية 58 مقعدا من الأحزاب الأخرى.

تقاطر الأتراك على مراكز الاقتراع, وفي خلفية المشهد كان هناك شعور بضرورة إنقاذ تركيا من العودة الى الفشل القديم مع الأحزاب العلمانية التي خربت تركيا لسنوات.

شارك الأتراك بالأمس و أمام أعينهم تتابعت مشاهد من عهود سوداء حكم فيها العسكر ووصل فيها الدولار الواحد الى مليون وستمائة الف ليرة (وهو مصير ينتظر مصر بلا شك ان استمرت عصابة الانقلاب او استبدلت باصدقاء بوابي السفارة الامريكية من شراذم لا عسكر ولا اخوان) بالطبع كان مشهد الأشقاء الأتراك حضاريا باعثا على الأمل.

أسعدني بشكل أكبر أن تأتي الأنتخابات باسلاميين.

أشعرني هذا بأننا أمة لم تتخل عن جيناتها و أصولها مهما غيرت ملابسها.

نبه الفوز التركي الكثيرين من المتربصين من التيار التالف الى أنه لا أمل لهم.

فالامة الاسلامية على اختلاف اقاليمها عندما تعطيها حرية الاختيار, فإنها تختار الاسلاميين.

اسعدتني كثيرا هزيمة العلمانيين والشيوعيين.

لم أكن أرغب في أن أرى وجوها تطالب بطرد السوريين من تركيا.

أسعدني الدرس الذي تلقاه التيار التالف الذي وقع عليه فوز العدالة والتنمية كالمطرقة فادرك في قرارة نفسه أنه لا فرصة له, أسعدني أن ترتفع علامة رابعة في شوارع تركيا كما ارتفعت في فلسطين وفي باقي بلاد المسلمين.

جاء النجاح التركي بعد المقاطعة المذلة في مصر, درسا مزدوجا لقطعان العسكر, فنسب المشاركة وصلت إلى 90% بينما وصلت نسبة المشاركة في انتخاباتهم التمثيلية البائسة الى 2% في اليوم الأول كما أعلن رئيس نادي قضاتهم, بل انخفض الدولار في اليوم التالي من 2.91 ليرة ليصل إلى 2.77 وانتعشت البورصة التركية وارتفعت قيمة أصولها بمقدار 5% في الوقت الذي يسحق فيه الدولار رأس الجنيه بعد مشروعات من الوهم قدمها العسكر على أنها المنقذ للاقتصاد المتهاوي.

من هناك, من عاصمة الخلافة, من تلك الشوارع, حيث ارتفعت علامة رابعة, من اخبار انخفاض الدولار امام الليرة, سطعت ومضة امل.

وسوم: 640