الأنموذج الوطني للصمود الأستاذ رياض الترك
( هنالك أشخاص لا أعنيهم هنا٬ وأرجو من الله ومنهم ألا يعلقوا.. فليس لهم علاقة٬ من النواحي كلها)
شخص واحد في سورية٬ يمكن أن يطلق عليه لقب” أشجع السوريين الشجعان”: هو رياض الترك.
لم يكن خالد بكداش يحبه منذ شبابه٬ لكنه اختصر تعريفه في مؤتمر الحزب عام ١٩٦٩ على الشكل التالي:
“ مثال في الصمود.. مثال في الانضباط”.. وفي الثانية كان يعكس خشية بكداش المكتومة من أن يكون تقدم رياض إلى القيادة بداية لانقلابه عليه!.. الأمر الذي ابتدأ بالتجلّي مباشرة بعد ذلك.. وأنا شاهد متورط!
لم يصمد صموداً أسطورياً ثلاث سنوات ونصف في زمن الوحدة السورية المصرية٬ وحسب.. بل صمد صموداً خارقاً لكل المعتاد وعلى مستوى العالم٬ حين تم عزله ثلاث عشرة سنة عزلة كاملة ومنفردة في زمن الأسد٬ تابع بعدها سجنه الانفرادي” العادي” أكثر من أربع سنوات..
بعد أول أسبوع له خارج السجن٬ كان رد فعله على مواقف حزبه والمعارضة عموماً كما رآها” لم أكن أتصور أن يكون السقف منخفضاً الآن إلى هذا الحدّ” !
كان توأمي الروحي والحزبي الأكبر منذ دخولي إلى عالم السياسة٬ ورافقته في كل تجلياته و” مؤامراته”!
اختلفت معه بقوة.. ولطف مراراً بعد ذلك٬ وضيّع الكثير من عملي المشترك- عضوياً- معه٬ وبقيت أرى فيه رهاناً أفضل في كل مرة٬ حتى خريف ٢٠١٢!
ومازال ما يربطني سياسياً وعقلياً- نعم.. عقلياً.. في آليات الرؤية السياسية- قوياً وعميقاً رغم القطيعة من طرفٍ عنيد واحد..
إلى رياض الترك.. أهم إنسانٍ في حياتي التي لا أندم على شيء منها٫ بل أعتز٬ وسأكرر لو عاد الأمر إلى البداية والمسار من جديد… ولكن الزمان قد تغيّر الآن للأسف٬ وليس بالإمكان أفضل مما كان!
إلى رياض الترك٬ رمزاً أبرز من رموز الثورة التي مثلت غاية روحه في شيخوخته:
شوقي٬ وأمنياتي بالصحة والعافية والعمر الطويل في القلب والجنان واللسان...
وفوق ذلك: تحية وإجلالاً مني لا تحدهما حدود.. ومن شعبك كله بالتأكيد!
وسوم: 640