كيف سيعيش أطفالنا في عالم ممزق كهذا!؟
أصبحنا في كل يوم نسمع خبرا غير سعيد ، يجد هنا و هناك ، لا فحسب في عالمنا العربي ، بل و حتى في كل بقاع العالم. أحيانا يتبادر لذهني عديد التساؤلات مثل ما هو المستقبل الذي ينتظر اطفالنا و كيف سيكون مصيرهم ؟ اليوم نحن نعيش في عالم عربي ممزق، ضعيف، مسلوب الإرادة السياسية والاقتصادية، فَرَضَت عليه قوى خارجية وأخرى داخلية أن يبقى ضعيفا وهو قوي، وأن يتقبل الهزيمة وهو قادرعلى النصر و الانتصار، و على الخلق و الابتكار و لكن ما باليد حيلة.
فأطفالنا هم جيل الأمة الصاعد، و الواعد بغدٍ أفضل، ذلك ما أثبتته الأحداث على يد أطفال الحجارة، وبسواعد الأطفال * الرجال * الغاضبين للحق العربي في كل المناسبات في فلسطين وفي معظم البلاد العربية، وأبرزهم أبطال انتفاضة الأقصى داخل الأرض االمحتلة دفاعا عن ارض قلسطين و عن القدس الشريف.
أليس من الواجب تمكين أطفال العرب المزيد من الرعاية الاجتماعية و النفسية و الفكرية و الثقافية .
لقد قرأ أعداؤنا تاريخنا جيداً، وعرفوا فيه مراكز القوة في حضارتنا العربية الإسلامية، وأدركوا قدرتنا على تجاوز النكسات والهزائم، فأخضعوا اقتصادنا، وحاصروا قرارنا السياسي والقومي، سعياً لتصفية حضارتنا العربية الإسلامية ولإلغاء رابطتنا القومية ، بل زوروا حتى تاريخنا العربي الاسلامي و هدموا ما تبقى من تراثنا الذي يعتبر هويتنا.
فالعرب هم الذين أبدعوا في الماضي التليد وأبدعوا و يبدعون في الحاضر علوما و تكنولوجيا و ثقافة.
و اليوم العرب يواجهون حرباً نفسية قذرة ضارية لا تقارن بحروب الاستعمار القديم ... فهذه الحرب النفسية ضدنا تتولاها وسائل إعلام مفضوحة متفوقة وكاسحة لآفاقنا، دخلت بيوتنا محاولة تغيير ما في عقولنا، تريدنا أن نستسلم لقوى الشر ولأوهام العولمة، لتفرض علينا أن نترك مصيرنا يحدده غيرنا وفق مصالحه وأهدافه و استراتيجياته
إن محور التحدي على أمتنا العربية و الاسلامية اليوم يتمثل في إسقاط انتمائنا القومي ونزع هويتنا العربية من نفوسنا وتشويه إيماننا بعقيدتنا ونحن أمة حملت الرسالة المحمدية للإنسانية إذ يعتبرون الإسلام منافساً لمدنيتهم وحائلاً دون تنفيذ مخططاتهم الدنيئة في سرقة تراثنا و حضارتنا و تشويه تاريخنا بحجة واهية ما يطلقون عليه ما يسمى بالنظام الدولي الجديد فالتجأوا الى قتل الأطفال و اعتقالهم و تشريدهم و حتى تعذيبهم دون شفقة أو رحمة ... مثلما فعلوا في فلسطين المسلوبة و في العراق الممزق و غيرها من البلاد العربية ، و ما يزيد الطين بلة أصبح المجتمع الآن منشغل بما هو أدهى و أمر فلم يكفينا أزمات و أخطاء الماضي، بل أصبحنا نعاني من آفة الارهاب التي تفشت و تكاثرت و أصبحت تعادي "الحياة " و تهدد البشر في كل منطقة من عالمنا هذا بسبب تأثيرات الإعصار الصهيوني الغادر و العولمة المغلوطة البائسة التي تقضي على الأخضر و اليابس ؟
لماذا لا نسلح جيلنا الصاعد بأفكار صادقة و وعي راسخ تجاه أوطانهم العربية و دينهم الإسلامي الحنيف ؟ حتى نواجه خطر العولمة المشبوهة
و نقضي على شبح الصهيونية الزائلة و العمالة و الارهاب القذر . فكيف سيعيش أطفالنا في عالم ممزق كهذا ياترى !؟
ثم أي مستقبل غامض ينتظرنا !
وسوم: العدد 643