لن يكسر أبرهة الروسي بأفياله الطائرة إرادتنا

قبل ستة عشر قرنا أقام أبرهة الحبشي كنيسة ضخمة في صنعاء أسماها (القليس)، وكانت هذه الكنيسة هي الوحيدة بالشرق الأوسط والجزيرة العربية آنذاك، وأمر الناس بالحج إلى القليس عوضا عن الكعبة، إلى أن وصل هذا الخبر إلى رجل من الذين يعظمون الكعبة. فسافر إلى اليمن وقضى حاجته داخل القليس وتغوط ولطخ جدرانها.. وعندما رأى أبرهة ما حل بكنيسته اقسم أغلظ الأيمان بان يحطم كعبة هذا الرجل والعرب. فأتى بفيل كبير يقال أن وزنه 3600 كيلو جرام أي أكبر من الفيل العادي بأربع أضعاف، وتوجه إلى مكة وأراد أن يحطم الكعبة، مقرراً بان القليس ستكون كعبة العرب في اليمن، ويحضر حجارتها لأنها مقدسة ويزيدها على (القليس) لتكون مقدسة، فحمى الله بيته بإرسال طيور الأبابيل، وكان كل طير منها يحمل ثلاث أحجار في المنقار والرجلين، وكانت ترمي جيش أبرهة فتصيب الرجل فتقع على رأسه وتخرج من دبره، فمات كل جيش أبرهة ما عدا جندياً واحًدا لم يمت، وسافر هذا الجندي إلى اليمن مهرولا ليحكي للناس هناك ما حل بجيش أبرهة.

ونحن اليوم جاءنا أبرهة الروسي بوتين بفيلته الضخمة الطائرة متحدياً قوة الله وجبروته، يريد كسر إرادتنا وتدمير سورية على أهلها، انتقاماً لتمريغ الأتراك أنفه عندما أسقط أحد نسورهم واحدة من فيلته الطائرة، التي اخترقت مجال تركيا الجوي، فراح بكل وحشية ونذالة وجبن يصول ويجول في سماء سورية، ويلقي حمم فيلته الطائرة على أبنية الآمنين، ويحيلها إلى حمم وخراب ودمار على رؤوسهم، تحت شعار ضرب داعش الإرهابية، التي لم يطلها أي نوع من قصف هذه الفيلة الطائرة، ونسي هذا الوحش المغرور أن هناك رباً يمد للظالمين ثم يأخذهم أخذ عزيز جبار مقتدر، كما فعل بالوحش المتكبر المتجبر أبرهة الحبشي قبل ستة عشر قرناً.

بوتين المتنمر في أجواء صمت المجتمع الدولي المنافق يريد كسر إرادة السوريين، ليبقي على رجله الأحمق الذي عاث في البلاد فسادا لنحو خمس سنين، قتل فيها نحو نصف مليون سوري، وغيب في سجونه ومعتقلاته ومقابره الجماعية مثلهم أو يزيد، وهجَّر أكثر من سبعة ملايين خارج الحدود والبحار، وأجبر عشرة ملايين أو يزيد على النزوح من مدنهم وبلداتهم وقراهم بلا طعام ولا ماء ولا دواء، يبحثون عن مكان آمن يقيهم براميله المتفجرة، التي يصبها عليهم من السماء والأرض والبحر.

بوتين رأس الأفعى هذا عندما شعر بأن الخناق ضاق على رجله واقترب الثوار من حمى بيته، وقد أخفقت الميليشيات الشيعية التي استقدمها من كل بلاد العالم بمال صفوي لتحميه وتحول دون سقوطه، هبَّ كالذئب ليحمي رجله الذي قامر عليه وراهن لسنين طويلة، فجيَّش أحدث ما في ترسانته الجوية والبحرية والأرضية من أسلحة الموت والدمار، وزجها في حرب قذرة ضد الشعب السوري، الذي انتفض في ثورة عارمة ضد هذا السفاح الأرعن رجل بوتين، وتمكن الثوار بثباتهم وشجاعتهم وإيمانهم بعدالة ثورتهم وبدعم من الله، أن يمتصوا هذه الهجمة الوحشية لبوتين وأن يوقفوا أي تقدم لبقايا ميليشيات الأسد وأعوانه وحلفائه، وهم يومياً من نصر إلى نصر ومن تحرير إلى تحرير، حتى باتت القاعدة الجوية الروسية في مطار حميميم هدفاً لمرمى صواريخ الثوار.

بوتين لم يتعلم الدرس الذي تلقاه الروس في أفغانستان وقد فروا فرار الجرذان منها مخلفين أكثر من خمسين ألف قتيل وآلاف القطع الحربية والعسكرية المدمرة، وهاهم يريدون الانتقام من سورية، ولكن هيهات.. هيهات أن يتحقق لهم ذلك وفي سورية شباب يحبون الموت كما يحب بوتين وأعوانه الحياة.

وسوم: العدد 644