المولد النبوي الشريف.. أيها المحب إحتفل
القارئ والمتتبع للسيرة، يقف على صفات ومزايا ومواقف لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويستطيع كل متصفح ومتتبع أن ينظر للسيرة النبوية من خلال الزاوية التي يتقنها، والرسالة التي يرسلها، والفكرة التي يود تثبيتها.
ويسعى المرء بما يقدر عليه، أن يجسّد السلوك النبوي الكريم في حياته اليومية والمهنية والسرية والعلمية، وعبر مختلف محطات حياته.
وطريقة تجسيد السلوك النبوي الكريم، تختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر، ومن وقت لآخر، ويبقى حب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو الدافع والمشجع دوما.
ومن مظاهر الحب، الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالكيفية التي عرفها المجتمع، وتداولتها الأجيال، بما هو متواتر نقي.
والمرء يؤكد على عادات وتقاليد المجتمع، لأن الثقافة التي يمتلكها المرء، والتربية الحسنة التي تميزه، والأخلاق الفاضلة التي رفعته، والشخصيات العظيمة التي كانت له مثالا، إنما مردها المجتمع.
وإذا كان المجتمع بهذه الأوصاف، فإنه من الأمانة ورد الجميل، أن يحتفل المرء بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما تربى عليه ونشأ على خطواته، ثم يضيف ما كان ينقص مجتمعه من حيث طريقة الاحتفال، أو يحذف ويتخلى عن السيئات التي لحقت باحتفالات مجتمعه، فيكون بذلك قد أحسن حين أزال الشوائب، واحترم المجتمع.
وقد تربى الطفل عبر مجتمعه الجزائري، أن يفرح لكل من يقاسمه فرح الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبادله التحية بأحسن منها. وهذا من تمام مقاصد الحب والاحتفال، أن يشارك المرء غيره حب رسوله، بالطريقة التي تعارف عليها المجتمع.
وفي المقابل، تعلّم الطفل من مجتمعه الجزائري، الذي علّمه حب نبيه صلى الله عليه وسلم، والاحتفال به، أنه لا ينكر أبدا على الذين لا يحتفلون بمولده صلى الله عليه وسلم، ويتخذ لهم أعذارا، ويقول في نفسه..
ربما قلة اليد وضيق الجيب، لم تسمح له أن يكرم أهله وأبناءه بما يجب من كرم. أو ربما لم يصله بعد فضل الاحتفال بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. أو أنه تربى في عائلة لم تربي أبناءها على ما تربى عليه أبناء المجتمع الجزائري.
وفي مثل هذه المواقف يظهر فعلا حب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتجسّد جليا السلوك النبوي، في صفاء قلب، ونقاء صدر، وحلاوة لسان، ورأفة بكل من يجهل قيمة الاحتفال بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزيادة حب لكل من يعرف قدره ويسعى إليه بمناسبة وغير مناسبة.
وسوم: العدد 647