نظامُ الأسد، و ثلاثيةُ متلازِمةِ السُّقوط
نظرتُ في أحوال منْ مضى فرأيتُ أنَّ هناك متلازِمة ثلاثية تمرُّ بها الأممُ، و هي في طريقها إلى الهلاك، و الاندثار، ألا و هي:
1ـ الطغيان، و الاستبداد.
2ـ الفسادُ، و مُجانبة الصلاح.
3ـ الهلاكُ، و الزوال.
و هي المتلازمة قد كانت ( كما بيّنها اللهُ في القرآن ) سببًا في هلاك أقوام كـ: عاد، و ثمود، و فرعون، (( الذين طغوَا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصبَّ عليهم ربُّك سوط عذاب))، و هلاك كثير من القرى التي بادت، و زال سلطانُها، (( و ما كان ربُّك ليهلكَ القُرى بظلمٍ و أهلُها مصلِحون )).
و ما أشبهَ هؤلاء القوم بنظام الأسد؛ فلقد عمَّ طُغيانُه و ظهر فساده؛ حتى لم يَعُدْ في الأمر ثمَّة مَنْزَع، فلقد باشرَ الأسد ( الأب ) تأسيس دولة الظلم طيلة سنوات حكمه، ثم جاء من بعده ( الابن ) ليؤسس لدولة الفساد المُنظَّم، و على شتَّى الميادين و الصُعُد ( بشرية، عُمرانية، ثقافية، اقتصادية، سياسية... ).
و ليتَه اِكتفى من الأمر بطرف منه؛ فلقد تفتَّقَت عقليتُه على نوعٍ آخر من الظلم و الفساد، الذي فاجأ به السوريين في ظلِّ المواجهة الحاصلة بينهما منذ ( 2011م )، و هو ما يصدُق عليه وصفُ ( الإكثار في الفساد ).
إنّه لم يكتفِ بما قامت به آلته الهمجية من تدمير المرافق العامة، و هدم بيوت الناس، و حرقها، و الإتيان على محاصيلهم الزراعية، عندما كانت تجتاح مدنَ سورية، و قراها.
فقام بجلب مرتزقة إيران الطائفيين ليقوموا بأبشع صور الإجرام بحق هذا الشعب، الذي ما زالَ مُصرًّا على ادعاء تمثيله بانتخابات يخجل المرء من هزليتها، و مؤخرًا أتى بمدمّر غروزني ليُمِدَه ببعض أوكسجينه الفاسد لبرهة من الزمن؛ فأتى على ما عجزت آلة الأسد، و مرتزقة إيران عن الإتيان عليه.
إنّ الناس عندما تدعو على شخص بالثبور، و الهلاك، و عظائم الأمور تقول له ( الله يخرب بيتك )؛ و هل هناك خراب أكثر من هذا الذي قام بها هذا النظام؛ لقد دمَّر مُدُنًا بنسَبٍ تجاوزَت ما أقدمت عليه دول الاحتلال، كإسرائيل، و أمريكا.
إنَّ هذا الذي قام به نظامُ الأسد، لهو نذيرُ شُؤْمٍ عليه و على المُآزِرين له ( في الداخل، و الخارج )؛ لو كان يعي خطورة ما يفعل، و لكنها إرادةُ الله تسُوقه إلى حتفه، لقد وصل بفعلته هذه إلى حافة الهاوية، حيث التقت طرفا قوس ( الظلم، و الفساد ).
و بذلك تكون سُنَّةُ الله في زوال الدول قد أحكمت حلقاتها عليه، و هي في طريقها لترمي به في وهدة سحيقة، على الرغم من ضبابية المشهد التي نراها في هذه الأيام، و يقينًا سيصبح بعدها حديث جلسات السَّمر في ليالي سورية الحبيبة.
وسوم: العدد 648