افتضاح الأطماع التوسعية لإيران في الوطن العربي

كشف تصريح نائب رئيس الحرس الجمهوري الإيراني مؤخرا  عن أطماع دولة إيران التوسعية في الوطن العربي حين وصف بشكل فاضح امتداد النفوذ الإيراني في اليمن عن طريق الحوثيين ، وفي لبنان عن طريق حزب اللات ، وفي سوريا والعراق عن طريق طوابيره الرافضية الخامسة وعصابات جيشه المتوغلة فيهما  بشكل سافر. ولقد كانت دولة إيران تنفي وجود أطماع لها في الوطن العربي إلا أن تصريحات مسؤولها العسكري كذبت بشكل واضح هذا النفي . ومعلوم أن إيران لا زالت تعاني من عقدة الشعوبية وتحلم باستعادة الإمبراطورية الفارسية المجوسية التي قوضها الفتح الإسلامي ، والذي كانت تراه بلاد فارس مجرد غزو عربي مدمر لحضارتها العريقة .

ولا شك أن عقدة الشعوبية هي السر وراء اختيار إيران للعقيدة الشيعية الرافضية المنحرفة  التي وجدت فيها ما يشفي غليلها من الحقد على العنصر العربي حيث تهيمن العقيدة السنية . وتتخذ إيران من المذهبية الدينية ذريعة  لتبرير أطماعها في الوطن العربي حيث تتبنى طوابير خامسة لها في البلاد العربية  على غرار طابور حزب اللات في لبنان ،وجماعة الحوثي في اليمن ، وجماعة السيستاني والصدر والحكيم والمالكي في العراق وجماعة العلويين في سوريا ، وشرذمة الروافض في البحرين وشرق السعودية ، وغير ذلك من الشراذم المبثوثة في كل أقطار الوطن العربي، وهي طوابير وشراذم تمولها  دولة إيران ،وتكلفها ببث القلاقل والفوضى والشغب في أماكن وجودها لتجد بذلك ذريعة للتدخل في شؤون الوطن العربي بذريعة حماية الطوائف الشيعية الرافضية فيه .

وتعمل دولة إيران على نشر عقيدتها في البلاد العربية وبين الجاليات العربية والمسلمة في كل أقطار العالم خصوصا في دول أوروبا الغربية ، وترصد لذلك أموالا ، وتوظف مرتزقة يلبسون عباءة الدين  ويعملون على نشر العقيدة الشيعية الرافضية بين العوام والسذج  والناقمين على الأنظمة في أوطانهم من خلال توظيف حكاية مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما ، والنبش في الصراع  السياسي الذي كان بين معاوية وعلي رضي الله عنهما  وإحيائه من جديد للتمويه على الأطماع التوسعية لدولة إيران ، ذلك أن العوام والسذج والناقمين على أنظمتهم يستهويهم خطاب محبة آل البيت رضوان الله عليهم ، ويؤثر فيهم حدث مقتل سبط النبي صلى الله عليه وسلم ، ويوهمهم النظام الإيراني بأنهم حماة الولاية العلوية المغتصبة وأنهم مسؤولون عن الانتقام لدم الحسين رضي الله عنه ، وهو ما يجعل هؤلاء يصبون جام غضبهم على أهل السنة في كل مكان ، ويستبيحون دماءهم وأعراضهم وأموالهم التي تبدو لهم  بمثابة  دم وعرض ومال  يزيد بن معاوية قاتل الحسين خصوصا في العراق وسوريا واليمن .

ولا ينجو أهل السنة من شتائم ولعن الشيعة الرافضة لهم على المنابر وفي الفضائيات على ألسنة عمائم سوئهم الذين يحرضون عليهم أتباعهم . ولقد بلغ الأمر حد نجاح عمائم السوء في التفريق بين أفراد الأسرة الواحدة  والعشير الواحد والدولة الواحدة عن طريق نشر التدين المغشوش والافتراءات الملفقة للصحابة رضوان الله عليهم . ولا ينجو من ألسنة هؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصا الخلفاء الراشدون الثلاثة الصديق والفاروق وذو النورين الذين يلعنون ويسبون ويشتمون على منابر وفضائيات الروافض لاستفزاز مشاعر أهل السنة الدينية ، علما بأن أهل السنة  في المقابل يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويصلون عليهم ويعظمونهم ويقدسونهم لعلاقتهم برسول الله عليه الصلاة والسلام .ولقد بات استغلال مشاعر العوام والسذج من طرف عمائم السوء الروافض مكشوفا وفاضحا للأطماع التوسعية لدولة إيران الحالمة باستعادة مجدها الإمبراطوري الزائل ، والذي قوضه الإسلام .ولقد كشف تدخل إيران في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية يوم أمس حين أعدمت رافضيا بسبب تعريضه أمنها للخطر أنها كانت توظف هذا الرافضي لخلق مبررات لهذا التدخل ،علما بأن دولة إيران تضطهد المسلمين السنة الموجودين في منطقة الأهواز، ولا تسمح لأية دولة سنية بالتدخل في شؤونها الداخلية ، وفي معاملتها القاسية مع أهل السنة الإيرانيين . ولقد كشف الاعتداء على السفارة السعودية في طهران وإحراقها عن تعمد دولة إيران الإساءة للسعودية والتحريض عليها من خلال السماح لمواطنيها بالاعتداء على سفارة من المفروض أن تحرس وتحمى بموجب القوانين الدولية التي تلتزم بها دول العالم . وإذا جاز لدولة  إيران أن تتدخل في قضية مواطن سعودي  أعدمته بلاده بناء على أعمال تخريبية اقترفها جاز لكل دول العالم أن تتدخل في شؤون بعضها البعض، الشيء الذي سيجعل الفوضى عارمة في  كل أقطارالعالم . وإذا كانت دولة إيران تحتج على إعدام سعودي رافضي واحد ، فإنها في المقابل  مسؤولة عن  إعدام وقتل الآلاف ،وعن مذابح رهيبة ضد المسلمين السنة في العراق وسوريا حيث توظف مرتزقتها من عناصر حزب اللا ت  والحشد الشعبي  وعصابات العلويين وحرسها الجمهوري لممارسة الإبادة الجماعية ضد هؤلاء لمجرد كونهم سنة. وإن دولة إيران ترى تدخلها في العراق وسوريا واليمن مشروعا ومبررا  إلا أنها تحتج على وجود قوات تركية في العراق لأن تركيا دولة سنية وهي  الإمبراطورية الغريم التاريخي المنافس للإمبراطورية الفارسية للسيطرة على البلاد العربية .

ومما شجع دولة إيران على الطمع في الوطن العربي حال التشرذم  والتفرقة التي تسود هذا الوطن بسبب  سياسات الأنظمة العربية المتناقضة وغير المقولة إذ لا يعقل أن ترفض دول الخليج الديكتاتورية  في سوريا  وتطالب برحيل ديكتاتورها في حين تساهم في تنصيب مثيل له في مصر ،وتساعده وتموله للانقلاب على الشرعية والديمقراطية . وتغتم دولة إيران  فرصة  الخلافات بين الأنظمة العربية لتحقيق أطماعها في الوطن العربي ، وهي ماضية في إنشاء طوابير رافضية تابعة لها في كل بلد عربي من أجل زعزعة أمن واستقرار الوطن العربي ، ومن ثم التدخل في شؤونه  وغزوه عسكريا بذريعة حماية  الرعايا الروافض  فيه . فمتى ستتوحد الأنظمة العربية المنقسمة على نفسها لإحباط  الأطماع التوسعية الإيرانية في الوطن العربي ؟ ويتعين على الأنظمة العربية وهي محسوبة على العقيدة السنية أن تمنع كل مد شيعي بين رعايا الوطن العربي تماما كما تمنع دولة إيران الوجود السني فوق أراضيها .

وسوم: العدد649