محاسن الشهداء !!
بعض الناس يطيب لهم الحديث عن أخطاء الراحلين !؟ لا للتصويب والعبرة ، وأخذ الدروس من تجاربهم !؟ ولكن لاعتبارات أخرى كتبرئة للنفس ، ودفع لاتهام ، وإعلان براءة ، وربما تصفية حسابات ، ويستوي في نظره الأموات والأحياء ، والشهداء والمجاهدين !؟ ويجدها فرصة مناسبة للشتم والتجريح بمن أفنى شبابه في خدمة الإسلام ، رجالات وجماعات !؟ من بقي منهم ، ومن مضى !؟
فهم لم يكتفوا بسلبيتهم في التعاطي مع الأحداث الراهنة ، بعمل إيجابي يبدأ من الدعاء ويمر بالدعم المادي والمعنوي ، ولا يقف إلا عند مواجهة المجرمين في ساحات المقارعة نصراً للحق ، ودفاعاً عن المستضعفين في بلده وأمته !!
فيقف وهو الآمن منظراً : لو فعلوا ذلك لما كان ماكان !؟ لو لم يقدموا على مافعلوا لما وصلت الأمور إلى ما وصلت !؟ مخوناً، مخطئاً ، متهماً، دون أن يعلم عن الحقائق التي كانت مفروضة في الواقع ، ودرجة الاستعداد ، وخطورة المخطط المعادي الذي كان ماضياً ، لولا أن تداعى أهل النخوة والحمية على قلة مابيدهم إلى مواجهته بما يملكون ، فكانوا النذير العريان ، ومقدمة المواجهة ، استنهاضاً للهمم ، وإيقاظاً لمن لا يصحون إلاعلى صوت السيل الداهم وقد أحاط بهم !؟
لاأرى فائدة من ذكر الأشخاص والتواريخ والوقائع ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر )
ولكن مذكراً بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم :( اذكروا محاسن موتاكم ، وكفوا عن مساوئهم )
وإذا كان السيف محّاء للخطايا كما في الحديث ، وكل بني آدم خطّاء فلا تجرحوامشاعر أبناء الشهداء ، ولا تنكؤوا جراحات زوجاتهم وأمهاتهم !
وسوم: العدد 651