"إيباك" تُكثف جهودها أمام اتساع الانتقادات (لإسرائيل)

واشنطن ـــــ "القدس" دوت كوم

شهد شهر كانون ثاني الماضي تكثيفاً ملحوظاً في نشاطات اللجنة الأمريكية ـــــ الإسرائيلية للعلاقات العامة "إيباك" لمواجهة ما تصفه اللجنة/ اللوبي الإسرائيلي القوي، بحملات الانتقادات غير المعهودة التي تعرضت لها (إسرائيل) ليس فقط في أوروبا بل وفي الولايات المتحدة أيضاً.

وليس من الغريب أن يزداد نشاط "إيباك" في العام الإنتخابي، خاصة وأن جُلّ عملها يُركز على الكونغرس الأمريكي؛ حيث تتخذ المنظمة من الحملات الإنتخابية منافذ مؤثرة في السياسة الأمريكية لضمان تيسير الأجندة الإسرائيلية حيث يُقيم خبراؤها المواقع النيابية المختلفة ويُحددون مواقع الضعف والقوة في كل منطقة إنتخابية لدعم المرشـحين الأكثر مؤازرة للأجندة الإسـرائيليـة وتبديد أو تخفيف حظوظ المرشـحين الذين قد يحتفظون بسـجلات أو يحملون أفكاراً مناهضـة للاحتلال الإسـرائيلي للأراضي الفلسـطينيـة أو يؤيدون بشـكل معلن حل الدولتين القائم على ضرورة إنسـحاب (إسـرائيل) من الأراضي المحتلـة عام 1967 أو القدس الشـرقيـة.

وتركز عمل "إيباك" الشهر الماضي في إعادة التذكير بقانون 1995 الذي فرضته سلطة الحدود والجمارك في عدم وسم البضائع المنتجة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعبارة "صُنع في إسرائيل" حيث استهجنت "إيباك" إعادة التذكير بهذا القانون "الذي نادراً ما نُفِذَ أو عُمِلَ به" بحسب قولها، متسائلة حول توقيت "إعادة التذكير" به يوم 23 كانون الثاني الماضي، على اعتبار أن ذلك يتزامن مع التصريحات الأوروبية المنتقدة لسياسة الاحتلال الإسرائيلي كما وتزامن أيضاً مع تصريحات السفير الأمريكي في تل أبيب (دان شابيرو) التي فُسِّرت كموقف أمريكي منتقد (لإسرائيل)، إلى جانب تصريحات أمين عام هيئة الأمم المتحدة التي قال فيها بأن الاحتلال يخلق الإحباط عند الفلسطينيين ويدفع البعض لارتكاب أعمال العنف.

وحشدت "إيباك" أنصارها في الكونغرس حيث تقدم السيناتور الجمهوري من ولاية آركنساس (توماس كوتن) الذي رشحته ومولته المنظمة بمشروع قانون الإثنين 8 شباط 2016 يهدف إلى إلغاء قانون "سلطة الحدود والجمارك" الصادر عام 1995 والذي وصفه السيناتور (كوتن) "بالمعادي لإسرائيل" ويخدم حركة المقاطعة التي تتعرض لها (إسرائيل).

واتصلت "القدس دوت كوم" مع مكتب السيناتور (كوتن) للاستفسار عن الدوافع التي أدت للتقدم بمثل هذا الاقتراح في هذا الوقت إلا أن مساعدته (كارولين رابت) لم ترد على مكالمة "القدس دوت كوم"، ولم تُجب على الرسالة الإلكترونية (الإيميل) الذي أرسلتها "القدس دوت كوم" مباشرة إثر المكالمة الهاتفية..!!

وتُشير تقارير عديدة أنه فيما تشتبك (إسرائيل) تارة مع السويد، وأخرى مع الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة وحتى السفير الأمريكي (شابيرو)، يُحاول رئيس وزراء (إسرائيل) (بنيامين نتنياهو) ـــــ من وراء الستار وبالتنسيق مع "إيباك" ـــــ إلى "تسوية" النزاعات وسط مؤشرات على تضاؤل الدعم الدبلوماسي الأمريكي بحسب مصادر مقربة من "إيباك".

يُشار إلى أن الاشتباك قد بدأ مع وزيرة الخارجية السويدية (مارجو والستروم) وتطور بعد ذلك ليشمل السفير الأمريكي وبلغ أوجَّه مع الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة (بان كي مون). وكانت (إسرائيل) قد واجهت إنتقادات علنية في الآونة الأخيرة من أصدقائها بشأن سياساتها تجاه الفلسطينيين تحت الاحتلال وكان رد فعل الحكومة اليمينية المتشددة برئاسة (نتنياهو) شديداً.

كما يُشار أيضاً إلى أن وزيرة الخارجية السويدية (والستروم) قد أصبحت الآن "شخصاً غير مُرحب به" في (إسرائيل) بسبب إنتقادها لقتل الشرطة الإسرائيلية فلسطينيين بدعوى قيامهم، أو الإشتباه بعزمهم، تنفيذ هجمات بالسكاكين، فيما وصفت (إسرائيل) تصريحات السفير الأمريكي، (دان شابيرو)، بأنها "غير مقبولة وغير صحيحة" لقوله إن هناك إزدواجاً في المعايير لدى إنفاذ القانون في الضفة الغربية.

ورغم علاقاته الجيدة مع (إسرائيل)، فقد تعرَّض (بان كي مون) لهجوم من رئيس وزرائها ومن السفير الإسرائيلي في هيئة الأمم المتحدة الذي اتهمه بـ"إذكاء الإرهاب" لتحذيره من أن المقاومـة الفلسـطينيـة لن تهدأ قبل أن تُقام دولـة فلسـطينيـة.

ومن اللافت أن ردود الفعل الإسرائيلية و"إيباك" تُظهر أسلوب حكومة (نتنياهو) وأنصارها "بالصد العنيف" لأي منتقد لاحتلالها العسكري للأراضي الفلسطينية، كما تعكس أيضاً تراجع هذه الحكومة عن مبدأ "المساعي الدبلوماسية" وسط إنقطاع محادثات السلام وغياب مبادارات دبلوماسية جديدة من جانب (إسرائيل) تجاه الفلسطينيين.

ويخشى أنصار (إسرائيل) في واشنطن من أن تؤدي هذه المشاحنات إلى القضاء على قدرة (إسرائيل) على صد المبادرات المحتملة التي تدعم إقامة دولة فلسطينية في أوروبا والأمم المتحدة وذلك في الوقت الذي تُلمح فيه الولايات المتحدة إلى أنها ستكون أقل ميلاً للتدخل لإنقاذ (إسرائيل) دبلوماسياً بحسب إدعاءات السيناتور (كوتن)!

وسوم: العدد 655