الإسلام في أفريقيا الحلقة (11)
الثائرون يهزمون جيوش هشام بن عبد الملك
أراد الخليفة هشام بن عبد الملك أن ينتقم لهزيمة جنده وواليه، فجهز جيشا قوامه (27,000) رجل من عرب الشام جعل عليه عربيا شامياً هو كلثوم بن عياض القشيري يساعده بلج بن بشر القشيري وثعلبة بن سلامة العاملي، وعندما وصل الجيش إلى مصر انضم إليه من عربها (3,000) رجل، ووصل هذا الجيش العرمرم إلى إفريقية في رمضان سنة (123هـ/740م.
وبأمر من الخليفة انضم عرب إفريقية إلى الجيش القادم من الشام، وكان عددهم (40,000) رجل على رأسهم حبيب بن أبي عبيدة زعيم العرب في المغرب.
سار هذا الجيش حتى وصل إلى المغرب الأقصى، ليدرك قوات الثائرين بقيادة خالد بن حميد الزناتي عند مكان يسمى (بقدورة).
وهناك دارت معركة حامية ثبت فيها الثائرون ثبات الجبال وأوقعوا بالجيش العربي هزيمة منكرة وقتل فيها قائد الجيش كلثوم بن عياض وزعيم عرب إفريقية حبيب بن أبي عبيدة، وعدد كبير من أمراء الجند، وفر بلج بن بشر وثعلبة بن سلامة العاملي بمن بقي معهما واعتصموا بأسوار مدينة سبتة فحاصرهم البربر الثائرون حصاراً طويلاً حتى كادوا يهلكون، ثم سمح لهم عامل الأندلس عبد الملك بن قطين الفهري بالعبور إلى الأندلس لمساعدته على بربرها الذين كانوا قد ثاروا هم أيضاً. وامتدت الثورة لتشمل المغرب كله من طرابلس إلى طنجة، وقد اعتنق الثوار أفكار ومبادئ مذهب (الصفرية) - فرقة من الخوارج - في المغرب ومذهب (الإباضية)، في طرابلس، أما إفريقية ومنطقة الزاب في المغرب الأوسط فقد تمسكت بالسنة والجماعة.
اهتم الخليفة هشام بن عبد الملك بهذا الأمر الجلل الذي عصف بالمغرب ويكاد يفصله عن جسد الخلافة في دمشق، فأعد جيشا كبيرا مدربا تعداده (50,000) مقاتل وأمّر عليه حنظلة بن صفوان عامله على مصر وكلفه بولاية المغرب، وكان ذلك في ربيع الآخر من سنة (124هـ/741م).
وسوم: العدد 657