الجندر من بكين.. إلى الرياض

د. حامد بن أحمد الرفاعي

د. حامد بن أحمد الرفاعي

أثناء انعقاد مؤتمر المرأة في بكين عام 1995م اقتربت سيدة مني تحيط بها مجموعة من  النساء وعرفت نفسها قائلة:أنا وزميلاتي اللائي  معي أعضاء في وفد النساء المثليات(الشذوذ الجنسي (Homosexualityجئنا لندعو المؤتمر إلى تبنى مصطلح:جندر Gender(أي إلغاء تصنيف الذكورة والأنوثة) وعددنا في المؤتمر يزيد عن(25000) خمسة وعشرين الفاً..فهل أنت كما قيل لنا من السعودية..؟قلت:نعم..قالت:فما هو موقفكم من الجندر..؟قلت:قدمتي شخصك بأنك تمثلي تيار الشذوذ الجنسي وأنك وزميلاتك تطالبن بإلغاء تصنيف الذكور والأنوثة(الجندر) أليس كذلك..؟قالت:بلى..قلت:ما علاقة الشذوذ الجنسي بالذكورة والأنوثة..؟فالشذوذ الجنسي مسألة سلوكية..والذكورة والأنوثة مسالة فطرية طبيعية(Nature)قالت:نحن نريد أن نلغي كل هذه التصنيفات السلوكية والطبيعية بين الرجل والمرأة..فلا نريد بعد هذا المؤتمر أن نسمع عبارة أنوثة ولا ذكورة..قلت:أليست هذه دعوة لوقف استمرار الحياة..؟قالت:كيف..؟قلت:وهل من إمكانية لاستمرار الحياة مع إلغاء الأنوثة والذكورة..؟قالت:أطفال الأنابيب جاهزون..قلت:هذا نمط جديد للعلاقة بين الأنوثة والذكورة وليس إلغاءً لهما أليس كذلك..؟فقالت بصوت منخفض:وهل لديك طريقة لإلغاء هيمنة الذكورة على الأنوثة..؟قلت:نعم..قالت:كيف..؟قلت:أن نبحث معاً عن فهم مشترك لمعنى(الإنسان)..قالت:هل لديك تصور بهذا الاتجاه..؟قلت:نعم..قالت:ما هو باختصار من فضلك..؟قلت:المخلوقات العليا في الكون نوعان:إنس((Human وجن(Goblin)والأنس على نوعين:أنثوي(Female)وذكوري(Male)وكلمة إنسان تعبير عن تزاوج وتكامل بين الشقين الأنثوي والذكور..قالت:أرجو مزيداً من التوضيح..؟قلت:كلمة إنسان نحوياً بالعربية تعبر عن صيغة المثنى((Dual لمفردة((Singularإنس أي:إنس + إنس = إنسان اي اثنان من الإنس امتزجا فكونَّا شخصاً إنساناً مطلقاً(Absolute human person)ونحن نؤمن أن:إنس أنثوي + إنس ذكوري = إنسان اي اثنان من الإنس(أنثى وذكر) امتزجا وكونا إنساناً..فإذا تغلبت خصائص الشق الأنثوي على خصائص الشق الذكوري كان الإنسان أنثى..وإذا تغلبت خصائص الشق الذكوري على خصائص الشق الأنثوي كان الإنسان ذكراً..هذا من الناحية الطبيعية الفطرية..أما من حيث قداسة الحياة والحرية والكرامة فهم سواء بسواء..ومن حيث الحقوق والواجبات والنهوض بمسؤوليات الحياة فالعلاقة بين الذكر والأنثى تقوم على التكامل المنصف بينهما وللأنثى درجات من التكريم..قالت:أمثل هذا الفهم في الإسلام..؟قلت:نعم..قالت:إحداهن هل أستطيع الدخول إلى السعودية..؟قلت:ولِمَ لا..؟فالسعودية مثل غيرها من بلدان العالم مفتوحة لمن يريد زيارتها وفق غرضه من الزيارة ووفق التعليمات المتعلقة بذلك..قالت:كيف..؟قلت:عن طريق سفارة السعودية في بلدك..قالت:سأحاول..وجاءت إلى السعودية واختلطت بالمجتمع ورأيتها تشارك بعدد من الملتقيات الفكرية الشعبية(الديوانيات) وعادت إلى بلدها ولكن على حال غير التي جاءت بها..عادت محجبة بيدها مسبحة تسبح الله وتحمده أن صرف عنها شبح(الجندر) الذي حرمها من نعمة الاستقرار النفسي على مدار ما يزيد عن(17) سبعة عشر عاماً.