مهن وحكايات 1
مهن وحكايات
(الحلقة الأولى)
سليمان عبد الله حمد
في مجتمع ما زال محكوماً
بالذكورية وما زالت غالبية الفئة الناشطة اقتصادياً فيه من الذكور، لا بدّ من
التوقف بمناسبة عيد الأم عند نساء وأمهات يحققن نجاحات لافتة للانتباه في مهن
الرجال، وربما يضفين بذلك لمسة رقة على مهن سِمتها الخشونة.
(77.2
في المئة من النساء اللواتي في سنّ العمل، غير ناشطات
اقتصاديّاً أي غير عاملات ولا يبحثن عن عمل، مقابل 27.2 في المئة للرجال، وفق
مسح العام 2009، الصادر عن
«مصلحة الإحصاء !!!
1 ـ سائقة حافلة : ـ
وقالت ـ أم محمد ـ إنها تعمل سائقة وبدأت فى العمل عقب وفاة زوجها بدون خوف أو اعتبار لكلام الناس، رغم مواجهتها للكثير من المشاكل فى هذا العمل، خاصة أنها تعول 4 أطفال ووالدتها كفيفة.
2 ـ السباكة :
وأوضحت أم باسم وتعمل بمهنة ـ السباكة ـ أنها بدأت تبحث عن عمل، وبدأت فى تفصيل الملابس ولكنها لم تنجح، وقامت بالحصول على دورة سباكة بإحدى مؤسسات التنمية البشرية، وتعمل الآن فى المهنة لتعول أسرتها، مؤكدة أنها كانت واثقة من نجاحها واستكملت عملها على الرغم أن المهنة مهنة رجال، ولكنها أصرت على النجاح.
3 ـ الحلاقة : ـ
ومن جانبها، قالتـ الحلاقة ـ التى تعمل ـ كوافير رجالى ـ إن الذى قام بتعليمها أصول مهنة، أحد أقاربها، موضحة أنه فى بداية عملها بدأت بعمل “الباديكير” الرجالى، ومن بعدها تعلمت ـ الحلاقة ـ موضّحة أنها تعلمت كل شىء ولم تتوقف أمام شىء معين.
وأوضحت أن زوجها لم يعترض على عملها كـ ـ كوافير رجالى ـ نظرًا للثقة الممتدة بينهما، لافتة إلى أنها تعمل فى تلك المهنة منذ 20 عامًا ومستمرة فيها حتى الآن.
4 ـ الجزارة : ـ
رحلة كفاح وعناء ومشوار طويل من أجل الحياة وتربية أبناء زوجها, امرأة نادرة الوجود, تشق طريقها الصعب مع مهنة تحتاج لقدرة عضلية
ولكنها تفوقت في مهنتها ونجحت في تربية أبناء زوجها. هذه قصة نسجلها لتكون القدوة والمثل في مواجهة أعباء الحياة.. تلك هي قصة الست أم حسن الجزارة الشهيرة أرملة, تزوجت من جزار وكان عمرها71 سنة بعد أن مرضت زوجته الأولي, قبلت الزواج منه علي الرغم من أنه كان لديه3 بنات من الزوجة الأولي, واستمر الزواج7 سنوات إلي أن لقي الزوج مصرعه في حادث تصادم أليم, وكان قد أنجب منها ولدا وبنتا( حسن4 سنوات وسلوي سنتين) وكانت حاملا في شهرها الأخير بطفل جاء بعد وفاة والده ب51 يوما فقط, ورأت إحدي سيدات القرية في المنام أن زوج يقول لها إن زوجته ستنجب ولدا اسمه محمد, وبالفعل جاء المولود وأطلقوا عليه محمد, بعد أن مات الزوج وترك للزوجة المكلومة6 أبناء3 أشقاء و3 من الأب, ولكنها كانت تعتز بالبنات وتهتم بهن وبتربيتهن لأن أي شيء يشوبهن سيكون عارا عليها وعلي الأسرة جميعا علي حد قولها.
ورفضت الزواج رغم العروض والإغراءات, ورغم صغر سنها, ولكن يوما بعد يوم بدأت الصعوبات المادية تواجه الأسرة خاصة بعد دخول الأبناء المدارس وهروب المدينين من تسديد الديون وإنكارهم لها, فاضطرتها الظروف لفتح محل الجزارة والاعتماد علي العملاء القدامي, وبدأت ببيع5 كيلو جرامات لحمة , وكان مكسبها حينئذ05 بسيط علي الكمية ككل, ثم تدرجت في الزيادة.
وكانت تسهر لتأخذ حصتها من الجزارين حتي الساعات الأولي من الصباح, وكان الجميع يحترمها ويقف بجانبها لأنها كانت زوجة زميل لهم, وعن أهم الصعوبات التي واجهتها تقول إن القرية كانت مظلمة, ولم تكن الكهرباء دخلتها بعد, فكانت تعود في ساعات متأخرة من الليل, والأبناء الصغار بالمنزل, وعلي الرغم من جرأتها إلا أنها كانت تخاف الليل علي نفسها وعلي أولادها خاصة من اللصوص الذين قد يعتقدون أن معها مالا وفيرا, وتقول أنها لم تر عيني النوم بالليل, وأولادي وبناتي نائمون, كنت اسهر أدعو الله بالستر وأن أري الأبناء كبارا) متزوجين, وبالفعل لم يهنأ لي بال ولم يغمض لي جفن إلا بعد أن زوجتهم جميعا, وكان آخرهم محمد في العام الماضي, ولسمعتي الطيبة كانت المصالح الحكومية تتعاقد مع الجزارين فتعاقدت معي3 مصالح حكومية ففرج الله عني ماكنت فيه من كرب, وأكرمني بأبنائي.
ومن المصادفات العجيبة في حياتها أن أحد المدينين لزوجها منذ زمن بعيد , ضميره استيقظ وأرسل لها المبلغ في ظرف مغلق دون ذكر أسمه, وشرح لها أنه دين, وطلب منها أن تسامحه.
وحاليا لم يعد لأم حسن كما يناديها الناس املا في الحياة سوي الحج لأداء هذه الفريضة المهمة, ولتشعر أنها اكملت رسالتها وواجبها الديني والدنيوي.
هذه النماذج المشرقة فى حياتنا ربما نشهدها صباح مساء فهن نساء أعتقد بأنهن قامن بأداء الواجب رغم الظروف الصبعة وتربص بعض الذئاب البشرية التى تترصد حركاتهن ليل نهار !!!