عندما نختلق مشاكل لأنفسنا
"ان مجلس الضبط بالجامعة اتخذ قرار بفصلهما فصلا نهائيا غير قابل للاستئناف" هذا ما صرّح به نائب رئيس جامعة خضوري للشؤون الادارية والمالية د. ضرار عليان لوكالة معا، بخصوص طالب السّنة الخامسة في كلية الهندسة الذي أعلن خطبته من زميلته المعقود كتابه عليها أمام عدد من زملائه في حرم الجامعة، والتّهمة أنّه احتضنها، أي احتضن زوجته المعقود قرانه عليها! فسبحان الله العظيم على حيائنا المخدوش! وقبل الخوض في الموضوع دعونا نتساءل من منّا لم يشاهد أحدا من العائدين من آداء فريضة الحجّ أو العمرة وزوجته تستقبله أمام الجميع وتقبّله؟ ومن منّا لم يشاهد الشّيء نفسه في استقبال العائدين أو المودّعين في المطارات؟ وما كان لجامعة أن تنجرّ إلى هكذا مواقف، وأن تقضي على مستقبل طالب في سنته الأخيرة. قد يكون في تصرّف "الزّوجين" مخالفة لعاداتنا "المقدّسة"! لكنّهما لم يرتكبا جريمة تستحقّ كلّ هذه الاجراءات، وكان بالامكان لفت انتباههما بعدم"لياقة تصرّفهما". لكن أن تصل الأمور إلى فصلهما والقضاء على مستقبلهما التّعليميّ فهذا لا يمكن قبوله أو السّكوت عليه. ومتى كان اشهار الخطبة والزّواج جريمة؟ ألا تذهب العروس من بنات شعبنا إلى صالون تجميل يوم زفافها؟ وألا يجري زفافنا "بفاردة" على رؤوس الأشهاد وسط الأغاني والأهازيج؟ وألا تجري غالبيّة حفلات الزّفاف عندنا في قاعات وبعضها مختلط؟ فلماذا كلّ هذه الضّجة؟ وهل يوجد قانون يحرّم ويجرّم من يشهر خطبته وزواجه في جامعته؟ وهل كان من المفروض التّكتّم في الجامعة على خطبة وزواج هذين الشّابّين؟ وهل وصل الفكر الدّاعشيّ إلى جامعاتنا؟ وما موقف وزير التّربية والتّعليم من هذا الأمر، خصوصا وأنّ جامعة خضوري تتبع الوزارة؟ وعلى معالي الوزير أن يتدخّل وأن يغلق هذا الملف.
وفي تقديري أنّ اثارة الموضوع بهذه الطريقة يعتبر تشهيرا بزوجين - مع أنّني لا أعرفهما شخصيّا ولا أعرف اسميهما-، وطعنا بأخلاقهما، ويجب التّراجع عنه والاعتذار لهما ولذويهما، والتّراجع عن الخطأ فضيلة. فعاداتنا ليست مقدّسة، وليت الأخطاء القاتلة التي تحصل في مجتمعنا تقتصر على هكذا أمور التي يندر حدوثها.
وسوم: العدد 660