أخطاء لا يجوز السكوت عليها
إذا كانت ثقتنا بالله سبحانه لا تهتز بنصرة المظلومين لقوله ﷺ : ((ثلاثة لا ترد دعوتهم ... ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين.)) الجامع الصحيح للترمذي:(دعوات- 129) وهل هناك شعب على وجه الأرض وقع عليه ظلم كما وقع على الشعب السوري؟! لكن هذا لا يعني أبداً ألا يكون للمذنبين والمقصرين دخل في تأخير نصر المظلومين، لقوله سبحانه:{ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.}، وقوله عز وجل: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة.}
أقول هذا بعد أن طفت على السطح أخطاء لم يعد بالإمكان السكوت عليها والتي باتت تؤلمنا وتؤرقنا وتهددنا، من مثل:
1-ما غرسته بعض الجماعات التكفيرية المنحرفة في عقول ناشئتنا من تكفير للآباء والأمهات، حتى بات الأب يخاف على نفسه من ولده الذي راح يحكم عليه بالردة، ووجوب قتله لتطهير المجتمع منه قبل غيره، لمجرد مخالفته في فكره التكفيري.
2- المتاجرة بالدين الذي أصبح مجرد انتماءات وولاءات ما أنزل الله بها من سلطان، إلى حد أن المنتمي راح يعتقد أن انتماءه وحده يكفيه، ليكون في عليين ومع المقربين، حتى ولو لم يكن للدين سلطان على سلوكه وأخلاقياته وكل معاملاته، مما بات يهدد ليس فقط بفصل الدين عن الدولة، وإنما بفصل الدين عن الحياة كلها.
3- انتشار ظاهرة التمرد على الكبار من أهل الخبرة والتجربة، والتطاول على أهل الفضل، معممين حكمهم على الجميع دون استثناء، ضاربين بعرض الحائط كل الجهود التي قدمها المخلصون الشرفاء وضحوا من أجلها، وتحملوا كل ألوان الأذى في سبيلها، بذريعة أن هؤلاء جميعاً هم السبب فيما نزل بالأمة من البلاء، دون أن يدركوا بأن حجم ما تعرضت له الأمة كان أكبر من طاقة الشرفاء وحدهم ، وذلك كله ليقنعوا أنفسهم بأنهم وحدهم فقط المؤهلون لقيادة الأمة وسياسة شؤونها.
اللهم لا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين، وعجل لنا بالتمكين والنصر المبين.
وسوم: العدد 661