جبل الكرمل: كتابات تذكارية في قرية جبع المهجرة..
في فلسطين أربع قرى تعرف بجبع، إحداها جبع الواقعة على جبل الكرمل. تبعد عن حيفا 18 كم إلى الجنوب، وشكلت مع إجزم وعين غزال مثلثًا سمي بمثلث الرعب. سقطت القرية في 24/7/1948 في عملية "شوطير" التي قامت خلالها قوات إسرائيلية بقصفها بالطيران والمدفعية.
وجبع كلمة آرامية تعنى الجبل او التلة فالقرية ترتفع 55 مترًا عن سطح البحر.
بلغ عدد سكان القرية عام 1596(99) نسمة، وفي عام 1904(406) نسمة، وفي عام 1922 (523) نفرًا، وفي عام 1931(762) نسمة من المسلمين بينهم مسيحيان. وللجميع 158 بيتًا. وفي عام 1945 ارتفع عددهم إلى 1140 مسلمًا، وقدّر عددهم في عام 1948 ب 1322 نسمة. يقول الرحالة الألماني مولينن الذي زار القرية في بداية القرن العشرين أن أهلها كرماء ويرحبون بالضيوف، وهم ينتمون إلى الحمائل التالية: دار شعبان، دار ملحم، دار زيادة، دار يوسف، دار فهيد، دار المدني، دار الحواشي، دار سمور، دار الإعمر ومنه دار الليمون، دار العلي، دار الحامدي ودار سمارة أبناء عمومة، دار الحمودي، ودار المشعور ودار أبو خربط من عشيرة عبيد، دار السلبود، دار العقاب، دار العثمان، دار أبو زمق، دار المروشته، دار الشنتين، دار الغويني، دار جابر، دار الشايب، دار القاروط.
تحتوي جبع على مدافن منقورة في الصخر، بئر، مغر، بقايا قديمة في القرية، قطع فسيفسائية. وفيها مقام الشيخ عمير وإلى الشمال منها يقع وادي المغارة الذي عثر فيه على آثار قديمة جدًا.
عثر في القرية على كتابات تذكارية قديمة منها:
الكتابة الأولى:
هي كتابة تذكارية على مدخل مقام الشيخ عمير في قرية جبع الكرمل وفيما يلي نصّها:
أمر بعمارة
هذا المكان أحمد
الحامدي سنة 1232ﻫ.
كان الشيخ عمير من أولياء الله الصالحين، وقد بنى أحمد الحامدي فوق قبره مقامًا في عام 1232ﻫ/1817م. وكان أحمد الحامدي، آنذاك، مختارًا لقرية جبع، أما عائلة الحامدي فهي من العائلات الوجيهة في قرية جبع. بلغت مساحة الأراضي الموقوفة على المقام 1253 دونمًا من أراضي جبع.
الكتابة الثانية:
هي كتابة تذكارية في مقبرة قرية جبع الساحل وفيما يلي نصّها:
سبحان الدائم الباقي.
هؤلاء شهداء الثورة
الفلسطينية استشهدوا
في قرية إجزم
نهار الأربعاء
8 من شهر ربيع
الثاني سنة 1357ﻫ.
فمن هم هؤلاء الشهداء؟ ما عددهم؟ وما قصتهم؟
تشير الكتابة الواردة أعلاه إلى أنهم استشهدوا في قرية إجزم نهار الأربعاء الموافق 8 ربيع الثاني 1357ﻫ أي في 8 حزيران عام 1938. لكن الكتابة لا تشير إلى أنهم من إجزم كما أنها لا تشير إلى أنهم من قرية جبع. يبدو أنهم جاؤوا من خارج منطقة الكرمل. أما عددهم فهو ثلاثة شهداء. فقد ورد في صحيفة فلسطين الصادرة يوم الجمعة الموافق 10/6/1938 فحوى البيان الرسمي الذي أصدرته حكومة الانتداب حيث قالت: "جاء في البيان الرسمي الذي أعلنته حكومة الانتداب يوم الخميس 9/6/1938 أن كتيبة من الرويال وست كنت وقوات من الشرطة هرعت بعد ظهر أمس(الأربعاء) إلى الجبال المحيطة بإجزم ترافقها الطائرات، واشتبكت مع عصابة يقدر عدد أفرادها 30 رجلاً، وقد أسفرت الاشتباكات عن استشهاد ثلاثة من الثوار دفنت جثثهم دون التعرف على هوياتهم في قرية جبع المجاورة. وقد ورد في البيان أن الثوار كانوا قد أطلقوا النيران على المستوطنات اليهودية وعلى السيارات المارة على الشارع الرئيس الموصل بين حيفا وتل أبيب.
والحقيقة أن هذه المعركة ليست معركة أم الدرج كما ظن مصطفى كبها ونمر سرحان لأن عدد شهداء معركة أم الدرج بلغ 27 شهيدًا وليس ثلاثة.!. وقد خلّد سكان قرية جبع ذكر الشهداء الثلاثة المجهولين بأن وضعوا بالقرب من قبورهم نصبًا تذكاريًا.
وسوم: العدد 661