يتهربون من اسم الإسلام في المناهج المدرسية
ثقافة
نحن بحمد الله وفضله مسلمون ، من الله _ سبحانه _ علينا بنعمة الإسلام العظمى ، فأخرجنا برحمته من ظلمات الشرك والكفر إلى نور التوحيد والإيمان . وحضارتنا إسلامية ضرب فيها كل من أسلم بسهم ، وكثيرون من المسلمين غير العرب صنعوا إسهامهم في الحضارة الإسلامية باللغة العربية مؤثرين لها على لغاتهم الأصلية شعورا صادقا منهم بأن العربية لغة القرآن العظيم الذي أضاء قلوبهم وعقولهم بنوره الهادي الصافي . ومع عرب قوميةً إلا أن عامة الناس بيننا يصنفون أنفسهم في حديثهم ومعاملاتهم مسلمين أكثر مما يصنفون أنفسهم عربا ، وإذا امتدحوا خلق وسلوك شخص قالوا إنه مسلم ، وإذا ذموا خلق وسلوك شخص قالوا : " كأنه ليس مسلما " . ومنذ أن أشرق نور الإسلام بالرسالة المحمدية وأعداؤه يتربصون به ، وتواصل وجود هؤلاء الأعداء إلى يومنا هذا . وهم ينوعون وسائل عداوتهم له بتنوع الأزمنة وتطور وسائل التأثير ، وفي مركزها دائما الهجوم عليه من داخله بأدوات من معتنقيه غير المتمكنين من فهم حقيقته ، وهذه الوسيلة عنيفة الفتك ؛ لأن عدوا واحدا في البيت أخطر وأضر من ألف خارجه . وفي السنوات الخمس الأخيرة ، في مسلسل أو " مزلزل " الأحداث المرعبة التي ما زالت تعصف بالعالم العربي وبعض العالم الإسلامي ؛ ضريت حملات أعداء الإسلام ، وبأقلام أهله وبسيوفهم ، وبتوجيه خفي ومكشوف من الغرب وإسرائيل ، وفي بؤرة الحملات أن الإسلام دين يدفع معتنقيه إلى الإرهاب وقتل معتنقي الديانات الأخرى ، ولسان الغرب وإسرائيل يقول : " انظروا ماذا يفعل المسلمون بأنفسهم كثيرا ، وبغيرهم أحيانا ! ماذا سيحدث لو تمكنوا من غيرهم ؟! " ، وأنجع وسيلة لدرء شرهم القاتل رميهم ببعضهم بعضا بتفجير النزاع المذهبي والاقتتال الدموي بينهم ، وهو ما يتفجر الآن . نفذوا ما توقعه وبرره هتنتجتون فيلسوف صراع الحضارات حين قال في تسعينات القرن الماضي إن العدو القادم بعد الاتحاد السوفيتي الآفل هو الإسلام . وقالوا إن مناهج التعليم في بعض الدول العربية تضرم نار العداء والكره لأهل الديانات الأخرى ، وتدعو لقتلهم بوصفهم كفارا ، واستجابت لهم بعض الدول العربية ، وغيرت مضمون التربية الإسلامية ومسماها . مصر أعلنت في يونيو / حزيران 2014 تغيير مسمى " التربية الدينية " إلى مسمى " القيم والأخلاق " ، ومنذ أيام كشف الوكيل المساعد لوزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين عن النية في المنهاج الفلسطيني الجديد لتغيير مسمى " التربية الإسلامية " الحالي إلى " الأخلاق والقيم " ، والفرق بين التسمية الفلسطينية والمصرية في التقديم والتأخير ، وربما كان الخبر الخاص بالتغيير الفلسطيني ليس دقيقا ، وأنه لا فرق بين التسميتين . التسمية الفلسطينية السابقة أقوى وأوضح تدليلا من التسمية المصرية السابقة على كون التربية إسلامية خالصة ،والتسميتان الجديدتان تطمسان هوية المبحث ؛ فالمصطلح ، بله المضمون ، قوة نفسية وذهنية وتوجيه سلوكي ضمني ، والتسمية الجديدة تتجرد عن القوة النفسية والذهنية والسلوكية التي توحي بها صفة الإسلامية . والأخلاق والقيم حمالة أوجه في عمومها ، وقصرها على الإسلامية يحدد وجهتها وهويتها وتأثيرها الإيجابي . وراء التسمية الجديدة في المنهاج الفلسطيني في المرحلة الدنيا ( الصفوف الأربعة الأولى ) القوى المعادية للإسلام وخوف المسئولين الفلسطينيين من سطوتها العملية والإعلامية ، ولا نريد أن نتحدث عن أسباب أخرى نحسبها مفهومة ضمنا ، ويحدث هذا في الوقت الذي تصر فيه إسرائيل بصلابة على أن يعترف الفلسطينيون بيهوديتها . ما أصلبهم وأعندهم في حماية باطلهم ، وما أليننا وأرخانا في حماية حقنا على شرعيته الربانية !
وسوم: العدد 661