منبع نهر الذهب
قطوف من الذاكرة ..
مدينة الباب فيها جبيب ، جمع جب ،
وهو غير جب الدار ( الذي حدثتكم عنه في خاطرة سابقة )
نبدا القصة من أولها :
جب حازم قرب تل بطنان أو تل حبيب ، إذا وضعت عنقود العنب فيه لمدة نصف ساعة لا تستطيع أكله إلا اذا أنتظرت خمس دقائق ، كأنّ العنقود خرج من الفريزا ؟؟؟
وهناك جب أطرقي وجب الست
وجب بلايا ..
هذا الموجز ، ويهمني هنا جب الست وجب بلايا
جب الست يقع في منتصف الطريق القادم من شمال البلدة ، وله فوهة غريبة منحدرة للأسفل وتعرض عندما تصل إلى الماء ، هذا الجب كان مخصصا لمهنة اندثرت عند ظهور الحافوظات ، وكان اسمها فض الخرق ، ولا داعي لشرحها ، وقد اندثرت ولم يعد لها وجود ، والكثير كانوا يسقطون به الجنابة مجانا خاصة في الصيف ؟؟
طبعا بعد انصراف النساء وحملهن بقج الخرق بعد تنظيفها
أما العين فكانت مخصصة لغسل صوف الفرش استعدادا للاعراس ، وبجانبها حجر كبير للصباغيين
خطر لي أن أعرف منبع نهر الذهب ، ولو أنشدتك عما قيل في هذا النهر لصدقت أنه ذهب ، بل يجب أن يسمى نهر اللؤلؤ ؟؟
سمعت أن النهر ينبع من جب بلايا ، والنزول إليه صعب جدا لانحداره الشديد ، ومع ذلك غامرت وتعثرت ووقعت حتى وصلت إلى النبع الذي يسيل تحت الأرض ، وكل عشرة أمتار أو أكثر له قمرية ، يأتي منها ضوء القمر في الليل واشعة الشمس في النهار ، وعمق القمرية على الأقل أكثر من عشرة أمتار ووقع فيها الكثير من الناس ؟؟
وقع في إحداها أخونا محمد خيرو الواكي مع دراجته وكان قادما من الشمال والقمرية وسط الطريق ولا حاجز لها سقط رحمه الله وظل طوال الليل ينادي ياأهل الخير فلا يسمعه أحد حتى طلع الفجر عليه ، أخونا قريب عدنان الواكي كان نزيل سجن تدمر الصحراوي لأكثر من ١٥ سنة وخرج مثقلا بالأمراض ، وعولج في عمان ثم توفي رحمه الله
جب بلايا أقيم عليه الآن مسجد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ،
النبع تجمع مائي كما رأيته عرض متر وأكثر بقليل وعمق الماء مثله ، يملأه سمك صغير اسمه في اللغة العربية بطحيش ، ومن ذلك أخذت عائلة بطحيش هذا الاسم ، ومن العائلة أخونا مصطفى عبد الجواد بطحيش ترجمان الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله
لما ذهب إلى أوربا ، الأخ مصطفى مدرسا للانجليزية وطليق اللسان بها ، توفي رحمه الله مأسوفا على شبابه بعدما أصابه المرض ، زرته في الطائف فكان نعم الأخ الشهم الخدوم ، الطيب المتواضع العامل الداعية
النشيط الهمة رحمه المولى
يمر النهر تحت عدة قمريات حتى يخرج للفناء عند عين حج أحمد ، ثم يلتقي نهر قادم من بزاعة عند المخاضة على يمين الذاهب لبزاعة
علما أن القمريات تراث روماني وقد طمرت جهلا بالتاريخ وقيمته ؟؟؟
وقد ألقى فيها كثير من الشباب المسلم خوفا من المداهمات والتفتيش الاستخباراتي ، ألقوا فيها مئات الكتب الإسلامية ، حسنوا الظن أنهم سيلقونها بعد زوال الغمة ؟؟
لكن الجهل بقيمة الآثار ردم كل القمريات ؟؟؟
وصدق فينا قول الحق سبحانه وتعالى ( قل إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) أي جار على وجه الأرض ؟؟
وللذكرى تسمى الباب باب بزاعة ،
لأن الآثار الرومانية إلى بزاعة تكثر ، واسألوا الشيخ وليد الحسن حفظه المولى عنها
وإذا أردت التوسع أكثر في تاريخ الباب فعليك بالشيخ زكريا المسعود فعنده العلم الغزير وبه جدير ، فقد دون تاريخ الباب وأعلامها منذ الفتح الإسلامي حفظه الله
وما تسمعونه من تحطيم الآثار من عناصر إسلامية غلط في غلط ؟؟؟
إن عمرو بن العاص رضي الله عنه لم يحطم آثار الفراعنة عند فتحه لمصر ، وإنما انصرف إلى إقامة عدل الإسلام وبناء النفوس والعقول ، واهتدى بهدي الإسلام الآلاف
فالإسلام فتح للعقول وللقلوب ، لا استعمار الشعوب ؟؟؟
ولا لنهب الخيرات ؟؟؟
اسمعوا باجلال لوصية الصديق رضي الله عنه لقادة جيوشه :
( لا تخونوا ولا تغلو ، ولاتغدوا ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا طفلا صغيرا ، ولا شيخا كبيرا ، ولا امراة ، ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا الا لمأكلة ... )
رضي الله عنك ياسيدنا ، يارفيق النبي عليه السلام في الغار ،
رضي الله عنك أيها الصدّيق العظيم
وينتهي النهر في سبخة الجبول حيث يتكون فيها ملحا قل نظيره في العالم دون مبالغة .
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين
والله أكبر والعزة لله