النفط سلعة الاقتصاد العالمي الذهبية.. الأسعار تهوي بالاستقرار
النفط هو السلعة الرئيسة المحركة لعجلة الاقتصاد العالمي، وهي أساس ديمومة واستمرار الاقتصاد التقني العالمي، بل هو أساس بناء الحضارة المعاصرة وسبب ديمومتها، والمرتجى عند بناء الحضارات والمدنيات هو الدوام والاستقرار والاستمرار والتطور وليس الاضطراب والانهيار.
وقد كان النفط منذ اكتشافه سبب الرخاء والبناء والعطاء، تذبذبت أسعار النفط على مر العقود صعودا وهبوطا وحسب واقع الظروف التي يمر بها العام، فكان الاقتصاد السياسي هو المتحكم في أسعار النفط ، فالمصالح السياسية والاقتصادية تتجاذبه وتتقاذفه ما بين صعود وهبوط.
وها هو اليوم سعر النفط اليوم يترنح كالريشة في مهب الريح، فتارةً صعود كبير وتارةً أخرى هبوط إلى الحضيض، حتى أن هذا الترنح خرق القواعد الاقتصادية المعروفة والتي تقول أن زيادة المعروض من السلعة تؤدي إلى هبوط أسعارها الناجم عن كسادها وتوافرها في الأسواق، والعكس صحيح فكلما قل المعروض من السلعة أصبحت تتوافر فيها سمة الندرة والأهمية الإستراتيجية مما يرفع سعرها ، كما ان قاعدة العرض والطلب تلعب هذا الدور، فكلما زاد الطلب على السلعة ارتفع سعرها وكلما قل الطلب عليها كلما انخفض سعرها....ان هذه القواعد البديهية في الاقتصاد تنحت جانبا اليوم في ظل الترنح الكبير في أسعار النفط، واستبدلت بلعبة المصالح...، مما ساهم وبشكل كبير الى اضطراب اقتصاديات الدول وشلل كثير منها وعجزها عن استدراك نفسها، ان هذا الاضطراب له من الآثار السلبية التي لا تعد ولا تحصى ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: فشل الخطط الاقتصادية ، حيث أن معظم دول العالم اليوم تبني خططها على أساس سعر معين لمصادر الطاقة سواء كانت منتجه لها أم مستوردة، فتضع مخططات المشروعات الاقتصادية وخاصة الكبرى منها على أساس هذا السعر،كما أنها تضع معدلا معينا لايرادتها مقابل نفقاتها وبما يتفق مع توقع معين لسعر النفط وخاصة الدول المنتجة له والتي يعتمد اقتصادها بالكلية على إيرادات النفط، وعند اختلال الأسعار وعدم توافقها مع ما هو موضوع، فان ذلك يسبب فشل الخطط وانهيار الميزانيات والوقوع في براثن العجز والمديونية او فشل المشروعات، مما ينعكس على حياة المستهلك العادي سلبا.
إن اختلال ميزان الأسعار العالمية للنفط يلعب دورا كبيرا أيضا في صناعة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والتي تتسبب في انهيار منظومة السلم الاجتماعي ، حيث تتسبب في دخول ملايين الناس إلى خانة الفقراء ، وهؤلاء يتحولون إلى قنبلة موقوتة تهدد السلم والأمن الاجتماعي، وهذا واقع الحال بعد الاضطراب الكبير الذي شهدته سوق أسعار النفط منذ عامين والى اليوم، فتارة ترى أن سعر النفط يصل إلى ما يقارب 150 دولار وتارة يلامس حاجز الـ 29 دولار ، إن هذا الاضطراب ليس له عاقبة سوى انهيارات اجتماعية اقتصادية كبيرة تشهدها المجتمعات الإنسانية اليوم.
والمأمول هو الوصول إلى حالة من الاستقرار في سوق أسعار النفط لينعم المجتمع العالمي الكبير في مزيد من السلم والأمن بعيدا عن الكوارث والحروب والمجاعات التي باتت تعصف باركان المجتمع الإنساني الكبير.
وسوم: العدد 665