البلاغة العربية

الشيخ حسن عبد الحميد

كم طربت وكم سعدت ببلاغة امرأة

 وقفت أمام النبي العربي الهاشمي عليه الصلاة والسلام .

صاحبة البلاغة والفصاحة التي شهد بها أمثال الجاحظ في القديم ، والرافعي في الحديث 

قالت رضي الله عنها ، ومن لم يطرب لبلاغة هذه العظيمة فليس عربيا ، 

أو هو من أصول أعجمية ؟؟

أصيخوا سمعكم لبنت حاتم الطائي سفانة أخت عدي بن حاتم رضي الله عنه 

يامحمد ( صلوا على العظيم محمد ) :

1 - أصاب الله ببرك مواقعه : 

أي وقع لمن كان أهلا له ، الله أكبر ما أعظم هذا الكلام ؟؟

2 - ولا جعل لك إلى لئيم حاجة :

 الله أكبر الموت ولا الحاجة إلى لئيم ؟؟

كبروا قبل ان تسمعوا كلمة سفانة رضي الله عنها وعن أخيها عدي ، لما سمع بقدوم جيش نبي الله محمد هرب ، وعاتبته أخته التي نسيها من هول الوقعة ، وقالت ياعاق تهرب وتتركني ؟؟

 لكنها صارت في يد عظيم يحترم الأنساب وهو القائل عليه الصلاة والسلام :

( إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ) 

رواه ابن ماجة في سننه ، والطبراني 

من فقه التعامل أن يعرف الرجل أقدار الناس فينزلهم منازلهم ، لذا كان توجيه النبي عليه السلام فيما رواه عنه عبادة بن الصامت أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ( ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقه ) 

رواه احمد والطبراني باسناد حسن

وقال عليه الصلاة والسلام :

 ( ما من مسلم يكرم ذا الشيبة إلا قيض الله له من يكرمه في سنه ) 

رواه الترمذي

ثم ماذا ياسفانة رضي الله عنها : 

3- يامحمد لا سلب الله نعمة عن كريم قوم ( وضعوا خطا تحت كلمة كريم بل وخطين ) إلا جعلك الله سببا في ردها 

سفانة العربية الأصيلة تخاطب سيد بني هاشم البلغاء الفصحاء ؟؟

فاخرت بأبيها وإليكم صفاته : 

كان يفك العاني ( الأسير ) ، يحمي الذمار ، يقري الضيف ، يشبع الجائع ،  يفرج عن المكروب ، يفشي السلام ، 

يطعم الطعام ، لم يرد طالب حاجة قط ،

 أنا ابنة سيد قومي ، أنا ابنة حاتم الطائي ، فامنّن علي منّ الله عليك 

إنها سنن الإسلام ، أمر بها نبينا محمد عليه السلام ، يفشي السلام ويطعم الطعام وهذا شان الكرام في كل زمان ومكان .

صلوا على سيد البلغاء القائل :

ارحموا عزيز قوم ذل : أجل ارحموا من يستحق الرحمة 

 وغنيا افتقر : أجل ارحموا غنيا جنى عليه الزمان ، فكان كريما مضيافا ، يعين على النوائب ، ارحموه ، ارحموه ، أقيلوا عثرته ، ساعدوه ، خذوا بيده ، يا كرام البشر ؟؟

وارحموا ألف مرة ( عالما ضاع بين جهال ) والجهال هم السفهاء والسخفاء 

والعالم الذي سهر الليالي من أجل العلم لييسر عسيره ، وليوطئ أكنافه ، 

أيها العقلاء يقول نبيكم ارحموا واعينوا واكرموا عالما ضاع بين جهال ؟؟

والجاهل أحمق وسفيه ، البعرة عنده تساوي البعير ، والجاهل لايعرف رأسه من قدمه ، والله سبحانه وتعالى حذرنا منهم فقال :

( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )

أي تركوهم واهملوهم 

تباركت يارب العزة عندما أدبتنا بقولك ( وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه ( واللغو بضاعة الجهلاء ) وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين 55 القصص ) وهم الحمقى التافهين 

أكثر ما أطربني قول سفانة رضي الله عنها ( لاجعل لك إلى لئيم حاجة ) 

وأنا أقول لمن يقرأ هذه الكلمات النيرة ،

 كلمات إذا وقعت على أسماعنا ، كانت لنا من البلاغة تعبير وإنشاء 

ولغة إذا وقعت على أسماعنا  

                كانت لنا بردا على الأكباد 

أقول أجل ياأخي لا جعل الله لك حاجة إلى لئيم ، مت قبل أن تصل إلى هذه المتاهة ؟؟

قل معي رضي الله عنك ياسفانة ،

 بلاغتها أنقذتها من الأسر ؟؟

 ومن استجاب لبلاغتها إنه سيد البلغاء المصطفى عليه السلام فقال : 

خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق .

إنه الهاشمي ابن عبد الله صلوات الله عليه ابن عبد المطلب الذي أخذ ابرهة جماله فجاء إلى باب الكعبة وأخذ حلقة الباب ونادى يارب العبد يمنع رحله ، 

فامنع رحالك ؟

اللهم إن لك عباد خرجوا جهادا في سبيلك تكالبت عليهم قوى الكفر والشر والنفاق يريدون أن يطفؤ نورك وليس لهم نصير إلا أنت ، اللهم انصرهم وأيدهم بروح من عندك كما أيدت أهل بدر 

اللهم إحفظ المجاهدين وثبتهم ، 

اللهم لا تجعل للظالمين عليهم سبيلا ،

 اللهم ألفّ بين قلوبهم واجمع كلمتهم 

اللهم يامنزل الكتاب وهازم الأحزاب

 اهزم الروس والمجوس ،

 اهزم الظالمين ، ومن والاهم وأيدهم ، 

اللهم شل أركانهم وأعمي أبصارهم 

وشتت شملهم 

 يا أرحم الراحمين 

اللهم إن الطغاة وجنودهم قد تجبروا وطغوا في الأرض  وأنت الجبار في السماء اقصم ظهورهم ، وبدد جمعهم وشتت شملهم ،

 اللهم نصرا قريبا ، يامن وعده الحق ، يامن لايعز عليه شيء ،

 ياالله ، ياالله ، ياالله 

والله أكبر والعزة لله

وسوم: العدد 667