مما علمتني الحياة - 13

د. حامد بن أحمد الرفاعي

v الله سبحانه كرّم الإنسان فخلقه على أحسن تقويم ومنحه نعمة العقل والإرادة وحرية الاختيار..واستخلفه في الأرض وشرَّع قيماً وقواعد للتعاون والتنافس بين الناس..وحمّلهم أمانة تطبيقها في عمارة الأرض وإقامة العدل في ربوعها..وفي استثمار خزائن رزقه في شتى مناكبها..وترك لهم حرية الاختيار فيما يناسب حياتهم من الوسائل والآليات للنهوض بهذه المهمة الجلية.

v البيعة هي"العقد الاجتماعي"في نظام الإسلام أما الديمقراطية فهي"العقد الاجتماعي"في النظام الليبرالي..البيعة والديمقراطية هما أساس التعاقد بين الحاكم والشعب في الإسلام والليبرالية.

v العقد الاجتماعي في نظام الإسلام يتكون من عقدين:(عقد إيمان،وعقد أداء)بينما العقد الاجتماعي في النظام الليبرالي هو عقد أداء فقط.

v البرلمانية تقوم على مبدأ التناقض والتخاصم فعبارة ( برلمانParliament  ) جذرها اللغوي الإغريقي واللاتيني (بارلي  Parley)وبارلي تعني التحاور بين خصمين أو عدوين..وهذا بتقديري هو منشأ فلسفة المعارضة في المنهج البرلماني.

v البرلمانية توحي بمنهجية التضاد والمعارضة بين فئات الشعب في ميادين تسيير مصالحهم..بينما الشورى  تقرر مبدأ التناصح والتعاون في ميادين الحياة.

v الشورى في الإسلام تقوم على التشاور والتناصح والتعاون لتحقيق الأفضل لمصلحة الأمة..فالقاعدة الملزمة للجميع تغليب المصلحة العامة على كل اعتبار آخر.

v الجذر اللغوي للشورى في اللغة العربية فعل ( شَارَ) ومنها (يشير تشاورًا) ومنها (يتشاور والتشاور) أي تبادل الرأي فيما يحقق المصلحة المشتركة..ومن معاني الشورى (العسل)أي أن التشاور يتطلب عسلَ القول وأحسنه.

v الشورى تناصح..والبرلمانية تناطح..الشورى تسامح..والبرلمانية تفاضح..الشورى تحاسن في القول..والبرلمانية تفاحش بالقول وتلاعن..الشورى تعاون وتضامن..والبرلمانية تصادم وتعارض.

v رغم التباين الأخلاقي والمنهجي بين الشورى والبرلمانية..يبقى التماثل بينهما قائماً..فهما مؤسستا التشريع والمراقبة في حياة الأمم.

v النظام الليبرالي يقرر أن العمل السياسي من الحقوق والمكتسبات..بينما نظام الإسلام يقرر أن العمل السياسي من الواجبات والتضحيات.

v الليبرالية تعتبر المسائل الأخلاقية شأن شخصي تدخل بالحريات المطلقة للأفراد،بينما الإسلام يقرر أن الأخلاق والحريات الفردية محكومة ومنضبطة بالمعايير العليا لقيم الإسلام وتقاليد المجتمع بعامة.

وسوم: العدد 667