عالَم غبي
تواطأ في هدم بغداد وتلويث دجلة والفرات وتسميم العلماء واحدا تلو الآخر...وبكى،
أشعل الطائفية في اليمن السعيد وقلب سعادتها تعاسة غير محدودة الأمد...وبكى،
جعل أم الدنيا أما ثكلى بدمع منهمر لا يجف...وبكى،
وفي الشام تحت الردم قبر الهام ونهش كلابُ الإنسِ لحمَ الأشراف واندس بين الضحايا بلُؤم...وبكى،
وفي ليبيا الخضراء احمرت الشوارع من حزنها تبكي وترثي لا تدري على من؟ لكنها بحرقة تبكي.. وهو من خلفها يغازل الرصاص...وبكى،
وعن فلسطين لا تسلْ جرحًا بلغ سبعِينَه.. وهو ضاحك يُسعّر الجرح جراحا ... وبكى،
الوطن كبير وبؤسه أكبر من أرض العرب والعجم...،
تفنن العالم في صناعة آلامنا وكسر آمالنا كما يصنع الماركات ويجعلنا لها عابدين،
عالم غبي؛ أتقن القتل واحترفنا البكاء، أتقن الكذب وأقسمنا التصديق...
صفقوا واملأوا ما حذف، يكفي أن العالم الغبي يُندد وجريمتنا عند الله واحدة.
وسوم: العدد 669