كراهيةُ الاعتداءِ
الله جلَّ جلاله يمقت الاعتداء..حتى رد العدوان والاعتداء عن النفس..يسميه القرآن اعتداءً لقوله تعالى:"فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"لِمَ ..؟ لأن الاعتداء على الإنسان وانتهاك قدسية حياته وكرامته وحريته ومصالحه..أمر محرم بشرعة الإسلام..ورغم أن رد العدوان والاعتداء مشروع ومأمور به من الله تعالى..إلا أنه سبحانه يسميه اعتداءً..! لِمَ ..؟ لأنه يبقى انتهاكاً لحرمات الإنسان التي هي موضع تقديس وتبجيل بقيم الإسلام..فعلى الإنسان إن استطاع تلافى الاعتداء على حياة أخيه الإنسان وذلك باللجوء إلى استخدام وسائل سلمية في رد عدوانه..فهو أولى بشرعة الإسلام..أما من اضطر فلا إثم ولا تثريب عليه لقوله تعالى"فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"والمسيح عليه السلام يقول:"أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ،بَارِكُوا لَاعِنِيكُم،أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ،وَصَلُّوا لِأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ"والرسول سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يقول:"الراحمون يرحمهم الله"والله الرحمن الرحيم الودود سبحانه يقول:"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"وخلاصة الأمر..ينبغي على الناس أن يدركوا ويوقنوا:بأن حياة الإنسان مقدسة ومكرمة من لدن خالقها وربها جلَّ شأنه..وأن من اعتدى عليها وانتهك قدسيتها فإن عقابه عظيم لقوله تعالى:"وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"وبشكل عام فإن قدسية حياة الإنسان مقدسة لذاتها بصرف النظر عن هوية انتمائها الدين أو القومي أو الجنسي..ينبغي احترامها وعدم انتهاكها..ومن يخترق هذه القاعدة الربانيَّة المقدسة فجرمه عند الله كبير وصنعه جد خطير لقوله تعالى"مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ"وذات مرة مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقام لها إجلالاً وتكريماً..فقيل له:إنها جنازة يهودي..فقال صلى الله عليه وسلم:أليست نفساً..؟!وبعد..ألا يدرك العابثون القاتلون المنتهكون لحرمة قدسية حياة الإنسان بشاعة صنعهم في ميزان الله تعالى ..؟؟؟ وهو سبحانه يدعوا إلى دار السلام.
وسوم: العدد 670