عندما يشعر الحاكم أنه جزء من شعبه !!

قرأت  لسنوات خلت  مقالة يقول كاتبها : لا يقدم حاكم على ذبح شعبه إذا كان يشعر أن هناك صلة بينهما ! وإنما يفعل عكس ذلك ؛ إذا كان يعيش ، وفي  إحساسه أنْ ليس ثمة رابط يربطه به !؟ 

وفي  تاريخنا القريب  وواقعنا المعاصر صورتان تصدقان هذه المقولة ! 

فعندما تحركت بعض قطع الجيش في حلب  بتأثير أحزاب معينة وسياسين معارضين ، كانت القوة بيد الرئيس أديب الشيشكلي ، وكان يستطيع سحق هذا التحرك ، وإنهاءه كما سمعت شخصياً من المرحوم عبد الحق شحادة ، أحد المؤيدين للرئيس  ، ولكنه لم يأخذ برأي الذين أشاروا عليه بذلك ،  واكتفى بإذاعة بيان التنحي   الذي يحفظه له التاريخ : وآثر ألّا يسيل الدم السوري ، وأن يبقى البلد موحداً متماسكاً !! 

وعندما انتفض الشعب السوري في الثمانينيات على الهالك حافظ ، وكاد يطيح به وبحكمه  ، قال : لو أن هناك واحداً لا يريد بقاءه لما بقي في الحكم ( وهو يعلم  أنه يكذب ،  ويعلم أن الشعب غير مصدق له ) فآثر تثبيت جريمته بسيول الدماء ، ونادى بأعلى صوته مخاطباً أزلامه : قاوموهم بقسوة وعنف !؟ 

وعندما انتفض الشعب  عام ٢٠١١ على وريثه المهزوز  ( الدمية الأراكوز ) سلك مسلك أبيه ، ففاقه في الجريمة ،  وأعلن أتباعه ومحاسيبه  أنهم سيحرقون البلد !؟ وقد فعلوا بنار الطائفية ، والاستقواء بعصابات الجوار ،  وجيوش إيران وروسيا !؟ 

فظهر الفرق واضحاً بين الشيشكلي وبين بشار وأبيه الهالك  من 

خلا ل الواقع المشاهد والنتائج الكارثية  !؟ 

كان الشيشكلي يحس من أعماقه أنه ابن البلد ، فلا يود أنه يُمس  بجرح ! 

وأثبت هذا الأرعن المهزوز ، وأبوه الهالك  أنهما لا يمتان  إلى هذا البلد وشعبه بصلة ، وأن أصلهما الفارسي لم يخفٓ على العارفين بهذه الأسرة الوافدة من فارس  إلى تركية ، ومنها إلى بلاد الشام  !؟ 

ولم يكن عجيباً أن يقف  الهالك الأب  إلى جوار الصفوية الخمينية في حربها على العراق العربي المسلم  !؟ 

وخطا الوريث الأرعن  المهزوز خطوة أكبر حينما فتح أبواب سورية لإيران وأذنابها ، ليشاركوه في ذبح الشعب الذي لا تربطه به رابطة !؟

وسوم: العدد 673