أول محاولة اغتيال لحافظ الاسد جرت في حمص وتكتمت عليها مخابراته حتى الان بحيث لايعلم بها الا القليل وكنت شاهدا عليها

اعزائي القراء  

كان ذلك  في  صيف عام ١٩٧١  اي بعد تنصيب نفسه رئيساً لسوريا في ١٢ اذار عام ١٩٧١

في ذلك العام كنت اخدم عسكريتي كضابط مهندس في معامل الدفاع  في حمص 

عندما وصلتنا برقية من المنطقة الوسطى تعلمنا بزيارة حافظ  الاسد لمدينة حمص والقاء خطاب فيها من شرفة بناء  قيادة المنطقة الوسطى امام ساعة حمص الشهيرة. وتطلب البرقية منا  اخراج جميع عمالنا ليكونوا  من الهتافين اثناء القاء خطابه ،ولاشك انهم عمموا على جميع الموظفين والعمال والتجار واصحاب المحلات والعساكر بالتواجد صباحا في الميدان.

ايامها  كان الاسد  جديدا في  اغتصابه المنصب بعد ان سلم المنصب  اولا لاحمد الخطيب ثم رفسه جانبا ليصبح  هوالامر الناهي لسوريا 

خرجنا مع عمالنا ووقفنا امام  الشرفه مع الاخرين حيث سيادته  يلوح للجموع بيديه    بينما المخبرين وما اكثرهم تولوا تحريك الجماهير بالصراخ والهتاف والجعير .

انتهى الخطاب ودخل قيادة الموقع ليستريح مع اركانه حيث كانت الفقره التالية تناول الغداء مع عصابته في مطعم ديك الجن ، اما انا مع بعض الاصدقاء فذهبنا الى المطعم المقابل له وبينهما نهر العاصي  نتناول طعام الغداء ونتفرج من بعيد على السادة الحكام الجدد .

انتهت فقرة الغداء وجاءت الفقرة الثالثة وكانت مسرحية قص الشريط بافتتاح معمل الفوسفات  علما ان  هذا المعمل كان يعمل قبل   ان يتفضل سيادته بانقلابه بزمن طويل  وكان البرنامج ان يركب قطارا خاصا بين حمص والمعمل الذي يبعد عنها عدة  كيلومترات  . 

غادر وعصابته المصنع وغادرنا  نحن الى بيوتنا .

بعد ساعتين جاءني صديقي وقال لي:

ادريت ماذا حصل؟

قلت ماذا حصل؟

قال لقد  تعرض حافظ اسد لمحاولة اغتيال بنسف سكة القطار في موقع قبل المعمل ثم تلا  ذلك تبادل اطلاق رصاص ولا نعرف النتيجه .

فتحنا الراديو لا حس ولاخبر 

فقط اناشيد وطنية اسدية حديثه،  ولكن بعد عدة ساعات بدات بعض الاخبار تتسرب 

فقد قامت مجموعه  وطنية فلسطينية  موءلفه من ثلاث اشخاص على ما اذكر بتلغيم خط السكة الحديد  ثم متابعة عملهم بالتخلص منه بالاشتباك  مع حرسه بالكلاشينكوف   .

المتفجرة لم تخرج القطار عن مساره  كما كان متوقعا  والاشتباكات قتلت اعداد من حرسه وضباط مخابراته،  انزلوا الاسد بسرعه  من القطار تحت الحماية وركب احدى السيارات المرافقة وعادوا به الى حمص .

تم التعرف على الفاعلين واعتقد انهم اعدموا.

هذا الشقي الاسد   نجا عدة مرات من محاولات قتله  لامر يريده الله 

قد يكون عزاوءنا  بتعليق وريثه  بحبل  متين يدورون بمشنقته  في كل مدن وقرى سوريا  وليس ذلك على الله ببعيد.

وسوم: العدد 674