ندوة القصيدة المغربية بين التجديد والتجدد تكريمًا للشاعر المغربي حسن الأمراني
احتضنت كلية الآداب العلوم الإنسانية بتطوان بجامعة عبد المالك السعدي، يومي الأربعاء والخميس 25 - 26 أيار/مايو، ندوة علمية في موضوع "القصيدة المغربية بين التجديد والتجدد تكريمًا للشاعر المغربي حسن الأمراني"، والتي تم تنظيمها من طرف شعبة اللغة العربية وآدابها بالكلية، و"فرقة البحث في الإبداع النسائي"، بتنسيق مع مؤسسة "عبد الله كنون" بطنجة.
وترأس الجلسة الافتتاحية الدكتور عبد اللطيف شهبون منسق (ماستر) الأدب المغربي في العصر العلوي، وضمت الجلسة السيد عميد الكلية الدكتور محمد سعد الزموري، و الدكتور محمد الحافظ الروسي رئيس شعبة اللغة العربية بكلية الآداب بتطوان، والدكتورة سعاد الناصر رئيسة "فرقة البحث في الإبداع النسائي"، والدكتور محمد كنون رئيس مؤسسة عبد الله كنون" بطنجة، إضافة إلى المحتفى به الشاعر الدكتور حسن الأمراني.
وقد أجمع المتدخلون في كلمة بالمناسبة، على أهمية هذه الندوة العلمية، حيث أشاد عميد الكلية بمجهودات شعبة اللغة العربية وآدابها، وتنظيمها لهذه الندوة العلمية التي تأتي في سياق عمل دؤوب على مدى السنة الجامعية، خاصة وأنها تحتفي بالإنتاج الأدبي المغربي من خلال الدكتور حسن الأمراني، باعتباره رمزا من رموز الشعر العربي بالمغرب.
أما رئيس شعبة اللغة العربية، فقال: إن تنظيم الندوة التي تحتفي بالشاعر الكبير حسن الأمراني، إنما جاءت لتكريم جيل من الشعراء المغاربة المتميزين، وللنظر في مختلف التجارب الأدبية التي تدعي التجديد والتجاوز، انطلاقا من "قوانين التجدد". كما اغتنم الدكتور الروسي المناسبة للحديث عن المسير الفكري والأدبي للشاعر المحتفى به، منذ أن كان أستاذا بجامعة ابن طفيل بوجدة، من حيث غزارة إبداعاته الشعرية التي بلغت ثمانية عشر ديوانا، بدأ إصدارها منذ سبعينيات القرن الماضي، بداية من ديوان "الحزن يزهر مرتين" سنة 1974م، مرورا بدواوين أخرى، من قبيل "مزاميز"، و"البريد يصل غدا"، و"مملكة الرماد"، و"ملحمة الإسلام في البوسنة"، و"يا طائر الحرمين"، و"سآتيك بالسيف والأقحوان"، و"أشجان النيل الأزرق"، وغيرها؛ معتبرا أن هذه الأعمال من أجود ما جادت به قريحة الشعراء المغاربة، وداعيا في هذا الصدد وزارة الثقافة المغربية إلى ضرورة تجميع هذه الدواوين في مجلد واحد ليسهل على الباحثين الاطلاع عليها.
وتطرقت الدكتورة سعاد الناصر "أم سلمى" للسياق العام لتنظيم هذه الندوة العلمية، والذي يأتي في إطار تأمل مآلات الشعر المغربي المعاصر من خلال استعراض تساؤلات عدة حول إغراق القصيدة المغربية في التجريد دون وعي معرفي أو نقدي، وهو الأمر الذي يكاد يفقدها هويتها، فكانت الندوة بذلك، مناسبة هامة للوقوف عند المرجعيات الثقافية للقصيدة المغربية. من هنا جاء استحضار التجربة الشعرية عند الدكتور حسن الأمراني، باعتبارها رمزا لأبرز التجارب الناضجة والمجددة في الشعر بالمغرب... ليكون تكريمه تكريما للقصيدة المغربية المجددة والباحثة عن رهان شعري ونقدي يثبت هويتها ويميزها.
أما الشاعر الأمراني، فخصص لمن يحتفي به من عموم الحاضرين، قصيدة عنونها بـ"الشاعر والحمامة". ثم تواصلت أشغال هذه الندوة العلمية من خلال خمس جلسات، الأولى كانت برئاسة الدكتور عبد الرحمن بودرع، وتمحورت حول: المرجعيات الثقافية في الشعر المغربي. وتدخل فيها كل من: د.عز الدين الشنتوف في سؤال المعرفة في الشعر المغربي المعاصر، ود.أحمد زنيبر في قيم إنسانية وجمالية في القصيدة المغربية المعاصرة، ود.محمد الفهري في شعرية الإيقاع في ديوان نمنمات لعبد الكريم الطبال. ود.عبد الإله كنفاوي في الأنساق الإيقاعية في الشعر المغربي الحديث، ود.محمد بنينير في المتخيل الإنساني عند الأمراني بين المرجعيات الفنية والفكرية.
أما الجلسة الثانية فترأستها الدكتورة جميلة رزقي، وتمحورت حول أسئلة التجديد في الشعر المغربي. وشارك فيه بالبحوث كل من: دة.سعاد مسكين في مداخل أولية حول دينامية الشعر المغربي الحديث، ود.فريد أمعضيشو في معالم التجدد في القصيدة المغربية المعاصرة ود.جميل حمداوي في القصيدة الشذرية بالمغرب نحو مقاربة نقدية شذرية جديدة، ود.زهيرة بولفوس في الشعر المغربي المعاصر بين هاجس التجريب وسؤال المرجعية، ود، أسماء الريسوني في عتبات الشعر المغربي الحديث، ديوان عبد القادر حسن أنموذجا.
وفي صبيحة يوم الخميس 26 أيار/ مايو 2016م؛ انعقدت الجلسة الثالثة برئاسة الدكتور جعفر ابن الحاج السلمي، وتمحورت حول: الخصوصية الذاتية والانفتاح الكوني في الشعر المغربي، وعرفت تدخل كل من: د.أحمد هاشم الريسوني في الشعر والشاعر، ود.حياة خطابي في الأنا الشاعرة والوعي الغيري في ديوان أشجان النيل الأزرق، ود.سعيد الشقروني في القصيدة المغربية بين الخصوصية والانفتاح، ود.محمد بن عياد في جدل الشعري والنقدي في القصيدة المغربية الحديثة.
أما الجلسة الرابعة فتمحورت حول: المتخيل الإنساني عند حسن الأمراني ، وترأسها الدكتور محمد علي الرباوي. واستمع فيها الحاضرون إلى كل من: د.محمد المتقن في تجليات بناء القصيدة عند الشاعر حسن الأمراني، ود.أحمد رزيق في القيم الجمالية في اشتغال المكان في ديوان سآتيك بالسيف والأقحوان، ود.حسن الغشتول في الأبعاد الإنسانية من زاوية التخييل الشعري عند الشاعر حسن الأمراني، ود.عمر العسري في التلقي الشعري في ديوان إقبال نامه.
وكانت الجلسة الأخيرة برئاسة الدكتور محمد الحافظ الروسي، تدخل فيها الدكتوران الناقد نجيب العوفي، والشاعر محمد علي الرباوي، قدما شهادة في المحتفى به من خلال علاقتهما بالشاعر الأمراني والشعر المغربي منذ سبعينات القرن الماضي، والتحولات السياسية والفكرية التي كانت سائدة في المشهد الثقافي المغربي، والثبات على القيم الإنسانية والجمالية التي تميز به الأمراني. ثم قُدمت هدايا رمزية للمحتفى به بحضور عميد الكلية الدكتور محمد سعد الزموري.
وسوم: العدد 674