من للأمة إذا الملح فسد ؟!
إنما يصلح الدين و الدنيا بصلاح العلماء و الحكام :
إن صلاح الدنيا و الدين إنما يكونان بصلاح أمرين مهمين أهمية الماء و الملح للحياة ِ ؛ لأن كل إصلاح ونهضة إنما يكونان بصلاحهما ؛ و ان كل اخفاق و تردي و سقوط يكونان بفقدهما صلاح العالم و الحاكم إنهما ملح الطعام . إن لهما أهمية كبرى في صلاح الأمة فكم نحن في حاجة لتذكرة و تبصرة ، و دعوة صادقة لصلاح الأمرين ، فإن للعلماء تأثير واضح في تنوير الشعوب و للحكام مثله . و قد وجدت في الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "ثلاث يهدمن الدين: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون".
العلماء ورثة الأنبياء :
إن العلماء هم المربون ، و هم معلمو الناس الخير فالعلماء ورثة الأنبياء ، فهم القدوات الصالحة التي تعين في تكوين ِالفرد الصالح ؛ الفرد صاحب الرسالة ، الفرد المحصن بالعادات و القيم و السلوكيات الطيبة . فإذا كان العلماء هم القدوات العملية الصادقة ، القدوات التي تحمل هم الأمة القدوات التي تحرص القيم ، القدوات التي تصدح بالحق القدوات ، و التي لا تخون الأمانة ؛ فهذه القدوات سيكون لجهودها الأثر في تربية الشعوب ؛ و لنا في علماء سلف الأمة خير مثل . كان من عادة سفيان الثوري (97 - 161هـ) أن لا يُعَلّمُ أحدا العلم حتى يتعلم الأدب، ولو عشرين سنة! وكان يقول لطلاب العلم: «إذا فسد العلماء، فمن بقي في الدنيا يصلحهم؟ ثم ينشد قائلا: يا معشر العلماء يا ملح البلد ما يصلح الملح إذا الملح فسد؟! .
ليتنا نقرأ التاريخ فقد نسينا الإمام أحمد ، والإمام أبي حنيفة النعمان و الإمام مالك ، و الطاؤوس و سفيان الثوري و العز بن عبد السلام عليهم من الله الرضوان و غيرهم كثر، فقد رعوا حق النصيحة مع حفظ آمان الإمامة و مع مراعاة حقوق ولاة الأمور .
الحنين لعدل عمر رضي الله عنه :
فكم يأخذنا الحنين لعدل عمر، و عدل حفيده عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما لتعود للأمة الحقوق المهضومة ؛ لأن الحقوق قد أبيدت في زمن أصحبت فيه كرامة الإنسان ادنى من حقوق القطط ؛ألا ليت شعري: هل يرى الناسُ أنين طفلة في العراق أو يرى الخراب في سوريا أو يرى التمزق في اليمن بؤس و شقاء في كل ربوع امتي فمتى تعود البسمة و يعود السرور لأمتي ؟! أما يحق لنا أن ننشد مع الشاعر في أسى لهول مصاب الأمة ؟!
أين الحقوق وقد أبيدت أمــــةّّ وانا الملام اذا صرخت كفانى سل مدعى حفظ الحقوق لهرة هل هرة اولى من الانســـــان كل الحقوق مصانة في عرفهم الا حقوقك أمـة الـقــــــــــــرآن
نسأل الله العفو و الهداية و السلامة لعلمائنا و حكامنا و شعوبنا .
وسوم: العدد 675