رسائل إلى زوجي، لماذا توقفت عن إعطائك المال ؟
زوجي الحبيب
جميل أن تعين المرأة زوجها في الإنفاق على البيت والأبناء ، وهذا ما كنت أفعله فأعطيك ما تطلبه من مال لحاجتك إليه ، كما أقوم بشراء ما يحتاجه أبناؤناتخفيفاً عنك وإسهاماً مني في تلبية حاجاتنا المتزايدة .
غير أنني توقفت عن إعطائك ما تطلبه من مال دون أن أتوقف عن شراء كثير من حاجات البيت وحاجات الأبناء ، ولقد ضايقك هذا التوقف فعبرت عن ذلكمتهماً إياي بالبخل عليك .
وأحب أن أبين لك سبب توقفي عن إعطائك ما تطلبه مني ، وهو في الحقيقة ثلاثة أسباب وليس سبباً واحداً ، وهذه الأسباب الثلاثة هي :
أولاً : إن الإسلام جعل مسؤولية الإنفاق على الرجل وأعفى منها المرأة . ولعلك تقول لي : إذن لا تعملي خارج بيتك وتفرغي لي ولأولادي فأنا لم آذن لكبالعمل إلا لتعينيني في الإنفاق على البيت . وأقول لك : وأنا مازلت أعينك في ذلك ، ولم أتوقف إلا عن إعطائك المال في يدك .
ثانياً : مرتبك ثلاثة أضعاف مرتبي ، وأنت لا تنفق من مرتبك إلا نصفه أو أقل ، فليست لك حاجة في مالي .
ثالثاً : سألت امرأة الشيخ عبدالعزيز بن باز : هل يحل للزوج أن يأخذ من راتب زوجته بغير رضاها ؟ فأجابها رحمه الله : على الزوج أن ينفق عليك وعلىأولادك منه ، وليس له أن يأخذ من مرتبك شيئاً إلا بإذنك ورضاك .
وكن واثقاً ، زوجي الحبيب ، أني لـن أتردد في إعانتك بما أملكه من مال إذا ضاق بك الحال ، فأنت مني وأنا منك ، كما قال تعالى " بعضكم من بعض " آلعمران 195 .
جاء في التفسير : باعتبار تشعبهما من أصل واحد ، فكلا الجنسين من نسل آدم وحواء . وقال سبحانه " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " البقرة 187 . جاءفي التفسير : لامتزاج كل واحد منهما بالآخر كالامتزاج الذي يكون بين الثوب ولابسه .
أدعو الله أن يشرح صدرك ويبعد عنك نزغ الشيطان الذي قد يوسوس لك بأني ما توقفت عن إعطائك المال إلا لأنني أبغضك . أرجو أن تكون متأكداً أننيمازلت أحبك وأرغب في مواصلة العيش زوجة مطيعة لك .
زوجتك المحبة
وسوم: العدد 675