الإرهاب: سرايا الخرساني "1"
وصفت بأنها الاخطر على لائحة مليشيات القتل الايرانية، التي أوغلت بدم الابرياء في العراق وسوريا ، ووفقا لمعدل انتهاكاتها الوحشية وما اقدمت عليه من جرائم ضد الانسانية ، فإن منظمات حقوق الانسان اطلقت عليها بأنها إحدى أبرز الأدوات القذرة وانها تحتل الموقع الاول في منظومة التشكيلات الارهابية المعادية للانسانية ـبإقتفاء آثارها ، والبحث عن اصولها ؛ يتبدى الخيط الاول الذي يمد جذره إلى أوائل تسعينيات القرن الفائت ، فقد انبثقت هذه المنظمة الارهابية برعاية جهاز (إطلاعات) الايراني وباشراف فيلق بدر؛ وقد جرى تشكيل منظمة باسم (سرايا الكرار) في منطقة الاهوار جنوبي العراق بقيادة باقر الحسيني (ممثل باقر الحكيم) وعهد الى المنظمة مهمة استهداف المنشآت الحيوية للدولة العراقية ، وقد نفذت السرايا طوال سنوات 94، 95، 96 ، عددا من العمليات الارهابية ضد مسؤولي الدولة ومؤسساتها ، بلغت حوالي 37 عملية بين اغتيال وتخريب
1 ــــــ بعد الاحتلال الامريكي مباشرة أعادت (المخابرات الايرانية) تنظيم (سرايا الكرار) وفق إستراتيجية جديدة تقوم على اختراق الدولة العراقية والهيمنة على مؤسسات القرار ، فاسندت لـ(علي مهدي علي الياسري) يطلق على تفسه احيانا (علي الحسيني) مهمة تشكيل منظمة باسم حزب الطليعة الاسلامي، وقد تم الإعتراف الرسمي بالحزب من قبل المفوضية العليا للانتخابات في العراق ضمن موافقة رسمية رقم ٣٣. بتاريخ ١٣ / ١٢ / ٢٠٠٤. وقد أكد الحزب أن منهاجه يقوم على إتباع المرجعية الدينية الشيعية ويسترشد بأوامرها في العمل الديني والثقافي والسياسي داخل العراق.
ولدواعي تصفية النظام القديم وضمان عدم عودة رموزه لتولي السلطة ؛ قضت المخابرات الايرانية بأن يكون تعقب قائمة الــ(55) التي اعدتها المخابرات الامريكية ، من اولى المهام العاجلة للحزب ؛ التي تقضي بملاحقة الرئيس الراحل صدام حسين والبحث عنه وعن مسؤولي النظام السابق وفي حال العثور على أي مسؤول من هؤلاء يتعين على الحزب تصفيته جسديا، وقد حصل الحزب على مباركة المرجع الايراني السيد محمد تقي المدرسي (منظر الموت) ، الذي يعتبره علي الياسري مرشدا فكريا وابا روحيا وقائدا كبيرا !! ، بعد مرور عام واحد من الاحتلال 2004 ، وجهت طهران الحزب بضرورة المشاركة في الانتخابات النيالبة 2005 ، لضمان أن يكون له موقع داخل المؤسسة التشريعية، مما يسهل على طهران عملية التسلل إلى اجهزة الدولة ، ويفتح الطريق امام تنفيذ حلقات استراتيجية السيطرة على العملية السياسية ، خلال هذه الفترة تعرض الياسري للاعتقال من قيل الاحتلال الامريكي بتهمة انتمائه الى الحرس الثوري الايراني ، وتفيد المعلومات بأن موفق الربيعي والجعفري كانا وراء إطلاق سراحه من القبضة الامريكية ـ
2 ــــــ مع بدء الثورة السورية وفي العشرين من آيار / مايو 2011 انتدب مكتب علي خامنئي على عجل احد قدامى الحرس الثوري وهو اللواء المتقاعد (حاج حميد تقوي فر) وامره باللقاء مع علي الياسري امين عام حزب الطليعة الاسلامي ـ لتشكيل جناح مسلح من الحزب ( مليشيا) وزج مقاتليها في الشام للدفاع عن العقيدة والمقدسات !!ـ وتنفيذا لتوجيه المرشد الاعلى، شكل حزب الطليعة الاسلامي جناحا عسكريا بقيادة الحاج تقوي فر اطلق عليه (طلائع سرايا الخرساني) تحت غطاء الدفاع عن مقدسات آل البيت في الشام!! ـ فيما كان الهدف الرئيس كما صممه الحرس الثوري والمخابرات الايرانية هو القتال ضد الثورة السورية .. وطبقا لقول الياسري نفسه فإنه يعترف بأن سرايا الخراساني شاركت في المعارك الكبرى ( معركة البحارية - كانت واحدة من اشرس المعارك - ، ريف دمشق ، الغوطة الغربية ـ معسكر الفاروق ، السكة ، الذيابية ، والاحمدية ) .
3 ـــــــ الياسري معروف عنه بأنه مصاب بميول استعراضية وحب الظهور، حاول عبر جهازه الدعائي أن يظهر نفسه بأنه صورة أخرى لـ(حسن نصر الله) وان حجم قوات سرايا الخراساني القتالية وتصديها للحراك الشعبي على الساحة السورية ليس اقل قوة وتأثيرا من حزب الله ، وكانت هذه البداية لبروز وانتشار اسم سرايا الخراساني ـ
4 ــــــ طبقا لهاشم الهاشمي الخبير بشؤون الفصائل المسلحة ؛ فإن تنسيقا قائما وتواصلا مباشرا بين مليشيا حزب الله وسرايا الخراساني، ويتبعان معا تعليمات إيران ويتلقيان الاوامر ذاتها من قيادة عمليات الحرس الثوري، وكانت مقرات لقاءات الطرفين تجري في مواقع وخلايا ننواجد في (الحجيرة ، البرامكة ـ المهاجرين ، السيدة زينب)
5 ــــــ حامد الجزائري آمر اللواء الثامن عشر في سرايا الخراساني يؤكد بعبارة صريحة امتثاله التام لامر من المرشد الايراني وأنه القائد الشرعي لعامة المسلمين مما يتحتم عليه وعلى غيره من المؤمنين بقيادته تلبية نداء المرشد الاعلى : ( .. إن مأذونية المشاركة في سوريا جاءت بأمر من السيد خامنئي نحن نعتقد بامامة وقيادة قائد الامة الاسلامية ولي أمر المسلمين السيد علي خامنئي أنه قائد عرف المشروع برمته وحذافيره وعندما نرى أن الجمهورية الاسلامية تاخذ الحيطة والحذر من انتشار الزمرة الغاشمة والعصابات الارهابية فلابد ان تكون لنا وقفة من هذه الزمرة الغاشمة الارهابية التي هيأت لمثل لهذه الفتنة الكبيرة في المنطقة فلابد ان يكون لنا وقفة الحقيقية وقفة لطلائع سرايا الخراساني تبعا لفتوى وامر السيد الولي الفقيه ) ـ
للحديث بقية ...
المصادر
ــــــ جريدة الشرق الاوسط : تأسيس وولاء ايراني 5 مايو / آيار 2015ــــ قائد سرايا «الخراساني» العراقية: نتبع ولاية خامنئي… والإسلام لا يعترف بالعراق أو بغيره «القدس العربي»16/04/2015
ــــــ الراوي ـ معجم الفقه السياسي الايراني المعاصر 56
د.سيف الدين هاشم
مركز أمية للبحوث و الدراسات الاستراتيجية
وسوم: العدد 675