ملاحظات حضارية حول الكرة الأوربية
تزامنت بطولة كأس أوربا لكرة القدم 1437-2016 برمضان والأسبوع الأول لعيد الفطر، فكان لها بعض الطعم ما دفع للمرء بمتابعتها حسب ما يسمح به الظرف، فكانت فرصة من جديد ليقف المتتبع على بعض مظاهر الحضارة الغربية، مستفيدا منها بقدر ما يسمح به الوضع السائد في أمته الغالية، فكانت هذه الملاحظات التي سجلها المتتبع في حينها دون تغيير، ومنها..
تعليق عربي.. من ميزات رمضان هذا العام، أني أجتمع مع ولي العهد ، وولي ولي العهد ، وأصغر الأبناء على طبق من الزلابية وفنجان قهوة، نتابع المعلقين التونسيين والخليجيين، وهم يعلقون على مبارايات كأس أمم أوربا 2016.
أداء جيد، ومعلومات مثيرة، وصوت يدغدغ الأذان، وحماس ينسيك الملعب، ولغة سليمة، ومفردات نظيفة، تدل على المستوى الجيد والرفيع للتعليم في تونس.
يقف الأب بحيادية مطلقة تجاه أيّ فريق، لكن يرخي الأذن للتمتّع بما يجيد به المعلّقين التونسيين شوالي ورؤوف.
وفي نفس الوقت يستغل الفرصة، ليسرّب للأبناء بهدوء، مظاهر التقدم والتخلف من خلال هذه المبارايات. وكيف يمكننا أن نرتفع إلى الأعلى قليلا، تاركين لأوربا بعض مظاهر التخلف الذي لايناسبنا.
ويحدثهم عن الماضي بقدر ما يتذكر ويفيد الأبناء. ثم يتجهون جماعة إلى أداء صلاة العشاء والتراويح. فينالون بذلك أجر الصلاة وراء إمام المسجد، وفضل المتعة وراء إمام المعلقين.
حضارة المصافحة.. مصافحة اللاعبين للحكم قبل المباراة. مصافحة الفريقين والمدربين لبعضه بعضا قبل المباراة. مصافحة اللاعب البديل لمن يخلفه. مصافحة اللاعب المستبدل لزملائه ومدربه على كرسي الاحتياط. وعند إنتهاء المباراة، يتبادلون جميعا المصافحة فيما بينهم، ومع الحكام، ومع الفريق الآخر، وبين المدربين.
وفي أمتي المثخونة بالجراح والمثقلة بالدماء، ما زال بعض أفرادها يستوردون عدم مصافحة المصلي عقب الصلاة، ويعاتبون كل يد نظيفة رقيقة سليمة ، تمتد إليهم عقب التسليم من الصلاة.
التسامح يبدأ من إلقاء السلام والمصافحة من فوق أماكن اللهو واللعب. وإن الكره والبغض يبدأ من رفض السلام والمصافحة، فوق أقدس الأماكن وأطهرها.
واليد التي ترفض مصافحة المصلي عقب الصلاة، لهي أقل شأنا من اليد المسامحة التي تعانق أختها فوق العشب. والمكان الطاهر لا يرفع قدر المرء، مادام يرفض مصافحة أخيه في أطهر الأماكن وأقدسها.
رائع هذا الذي تربينا عليه في الصغر، وتحول في الكبر إلى إحترام الكبير، وتوقير الصغير، وصفاء الصدور، ونقاء القلوب، وخلوها من الحقد والغل.
تركيا بين الأرجل.. أوربا ترفض عضوية تركيا في الاتحاد الأوربي. وتقبل بتركيا في الاتحاد الأوربي لكرة القدم. وتقبلها عضوا في الحلف الأطلسي
يقبلون بك حين تكون بين الأرجل الناعمة والأرجل الخشنة فقط.
وسوم: العدد 676