سياسات خارجية
وهل حصل تغيير حقاً في السياسات الخارجية الأوروبية والغربية؟
وهل جديدة حقاً مسألة التناقض هذه بين الشعار والممارسة في السياسات الخارجية؟
لا جديد في الواقع.
الشعارات في الفضاء الأممي كانت جميلة دوماً، منذ العهد الروماني، وتحتها تُقترف الموبقات.
وهذه الشعارات قابلة للتطبيق إن وافقت الاستراتيجيات المرسومة وتقديرات المصالح فقط (تقديرات المصالح قد لا تكون هي المصالح الفعلية وإنما مصالح زائفة أو متوهّمة أحياناً) ..
ومن يسبر غور السياسات الخارجية وخطوطها الاستراتيجية ويرصد ومتغيِّراتها .. سيرى الأداء الذي نلمسه في حال انسجام مستمر مع فلسفة هذه السياسات، ولن تفاجئه تطوّرات المواقف كثيراً.
جانب آخر قد يغيب عن النظر .. هو أنّ الغرب حالة معقدة نسبياً ومتعددة الوجوه. فهناك مثلاً غرب ناعم وغرب خشن، غرب ثقافي وغرب اقتصادي وغرب أمني وغرب عسكري وغرب إنساني، غرب داخلي وغرب خارجي، غرب فكري وفلسفي وغرب واقعي وعملاني ..
وهي جميعها أقانيم متفاعلة في ما بينها ضمن الغرب الكلي المتصوّر .. وفي داخل الغرب، أو ضمن كل وجه من وجوهه، تبايناتٌ وفروق نسبية وتمايزات وخطوط تقتضي الملاحظة.
وإذا كان الحديث هو عن السياسات الخارجية فإنّ من اقتنع بشعارات الغرب الثقافي التقليدية أو حفظ مقولات الغرب الفكري والفلسفي .. بما فيها لافتات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان .. فسيكون على موعد مع صدمات متجددة في الوعي إن لم يدرك محدودية مفعولها ومشروطية سريانها.
للتمثيل التفصيلي على هذه المعضلة .. نقترح الاستزادة في مثال محدد .. هو مثال الديمقراطية في البيئات الأوروبية داخلياً وخارجياً .. عبر المقالة التالية مثلاً ..
سياسات خارجية على تخوم الديمقراطية
حسام شاكر
وسوم: العدد 678