الأسد .. والغنَم.. والراعي النائم !
قال الشاعر:
ومَن رعَى غنَماً في أرضِ مَسبَعةٍ ونام عنها ، تَولّى رعيَها الأسَد
أ ـ أصناف الأغنام شتّى ، ولكل منها ما يناسبه من الرعاة ، وما يتربّص به من الأسود أو الذئاب . وفي الحديث : كلّكم راع ، وكلّكم مسؤول عن رعيته.
رَبّ الأسرة : غَنمه هي أسرته ، التي يحمل أمانةَ رعايتها، والمحافظة عليها ، والدفاع عنها .سيّد القبيلة أو العشيرة ، قبيلته أو عشيرته ، هي غنمه المؤتمن عليها.قائد الحزب ، غنمه هي حزبه.حاكم الدولة : غَنمه مواطنو دولته. ودونَه الوزير في وزارته، والمحافظ في محافظته ، والمدير في إدارته..
ب ـ النوم نوعان : حقيقي ومجازي ، وكلاهما مشمولان ببيت الشعر المذكور آنفاً. إلاّ أن المجازي أكثر تنوّعاً . ومن أنواعه : الغفلة، والانشغال ، والإهمال ..
ج ـ مايعنينا هنا هو نوم السياسي عمّن يَسوس : أيْ : نوم الحاكم ومَن دونَه ، ممّن يتولّون شؤون الأمّة ومؤسّساتها ، وأولئك الذين يتولّون شؤون الجماعات والتجمّعات .. داخل الدولة .
د ـ من أنواع نوم الحاكم ، ومَن دونَه ممّن هم في حكمِه ـ إضافة إلى أنواع النوم الآنف ذكرها ، الحقيقي منها والمجازي ـ : الثقة الزائدة بالمرؤوسين الذين تحت يد الحاكم ، من موظفين مدنيين وعسكريين وأمنيين .. وتسليمهم مقاليدَ الأمور، ليسوسوا الناس بأمرهم لا بأمر الحاكم ، ووفق اجتهادهم لاوفق اجتهاده ! ولعل هذا أخطر أنواع النوم ! ( والفرق واضح ، بالطبع ، بين التفويض المنضبط بصلاحيات معيّنة ، محدّدة بزمن ، وبين التسليم التامّ للصلاحيات ، والثقة التامّة بالمرؤوسين ، وعدم متابعة أعمالهم، ومحاسبتهم على ما يبدر منهم ، من فساد ، أو ظلم ، أو تقصير، أو تفريط بحقّ الرعية ..!).
وسوم: العدد 681