الألعاب الأولمبية.. الدروس الثانية
إنتهت الألعاب الأولمبية المقامة بالبرازيل، ويواصل صاحب الأسطر عبر المقال الثاني، الوقوف على ماأمكن الوقوف عليه من عبر وملاحظات حضارية على شكل نقاط متناثرة تساهم في معرفة الواقع، والرفع من المستوى ، ومنها..
اللاعب الدولة: السباح الأسطورة الأمريكي فيليبس، يحتل لوحده المرتبة 31 بين الدول، ويتقدم 128 دولة كما أخبرني بذلك أكبر الأبناء. وصدق عويطة حين أطلق عليه لقب.. دولة فيليبس.
يحضرني الآن قول الأستاذ محمد راتب النابلسي.. واحد بألف، وألف بأف.
فيجي العملاقة: تنال دولة جزر فيجي الذهبية في لعبة الرڤبي، وتنتصر على عمالقة بريطانيا واليابان.وعدد سكانها 800 ألف نسمة. فقط .
تحية تقدير وإحترام للكبيرة فيجي.
إختيار الصين: عدد سكان الصين مليار و 400 مليون نسمة. إختارت بعض الرياضيين القلائل، فنالوا الذهب والفضة. مايعني أن حسن الاختيار ودقته من العظمة التي تميّز المجتمعات.
حذاء من ذهب: العداءة الأثيوبية تأهلت وهي تلبس حذاء واحدا، والرجل الثانية دون حذاء. العقبى للمدللين من رجال العرب.
من غشنا فليس منهم: وأنت تتابع الألعاب الأولمبية، في.. الجد، والسهر، والإتقان، وحسن الأداء، وإحترام المواعيد، وجمال الأخلاق، وتقدير الخصم، وعدم الاعتماد على النسب والقربى، والمثابرة، وطاعة المدرب. حينها يقول المرء.. من غشنا فليس منهم.
بحثا عن الفارس الأصيل: نملك الفرس العربي الأصيل الذي يحلم به الملوك، والساسة، والقادة، والأئمة، وأهل الفكر والعلم. لكن لا نملك الفارس العربي الأصيل الذي يقود، ويقفز، ويطير. ومصيبة أمتي في إنعدام الفارس الأصيل، لا في وجود الفرس الأصيل.
نحن كذلك: قال المعلق بشأن تطور السياحة في البرازيل.. يملكون البحر والجبال.
أقول.. والجزائر كذلك تملك البحر والجبال. أين الخلل؟.
إعداد الأبطال: يقول المحلل عويطة .. لا يوجد فرق بيننا وبين الأوربيين
فالمواهب واحدة. ويكمن الاختلاف في الإعداد.
حين تتخلى جزائري عن الأصيل: أسترجع الآن زيارتي في الشتاء الماضي لولاية تيارت ، وأنا أتابع مسابقة الخيول في الألعاب الأولمبية..
يحدثني المكلف بتربية الخيول، أن الخيول العربية الأصيلة والبربرية الأصيلة، تم شراؤها من طرف أثرياء قطر والإمارات. وتحولت تربية الخيول عندهم إلى صناعة، ينفقون عليها، فتنفق عليهم.
بينما الجزائري تخلى عن تربية الخيول، لأسباب تتعلق بثقافة عدم الإهتمام بكل ما هو أصيل. وها هي نتائج إنتقال ثقافة التعامل مع ماهو أصيل من الجزائر إلى قطر والإمارات.
تحية تقدير للقطريين والإماراتيين الذين ورثوا الأصيل عن الذي تخلى عن الأصيل.
الإعتراف بالهزيمة من النصر: أتابع الأبطال عبر الألعاب الأولمبية حين ينهزمون.. يصفقون على أنفسهم، ويحيون الجمهور بحرارة، ويباركون للمنتصر.
الإعتراف بالهزيمة من النصر، وعلامات النصر.
طاعة البطل: يتصل البطل بمدربه بعد كل محاولة ناجحة أو فاشلة.. يستشيره في الصغيرة والكبيرة، ويوجهه المدرب نحو الأفضل، ويصحح عوجه. وهم الأبطال أصحاب الألقاب والذهب والفضة.
يحضرني الآن ما قاله سادتنا الأوائل " حكمة بلا شيخ لا تتعلمهاش ".
اللسان السليم في الجسم السليم: من دروس الألعاب الأولمبية.. علّموا أبناءكم الرياضة ليستقيم لسانهم.
شكوى: يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا أخبرك ماذا فعلت أمتك من بعدك.. لم تعلم أبناءها الرماية، ولا السباحة، ولا ركوب الخيل. فرضيت لنفسها بذيل الأمم.
الأسمر الألماني : لاعبيون ذوو البشرة السمراء بالفريق الألماني لكرة القدم . ينشطون نهائي مع البرازيل لنيل ذهب ولقب الألعاب الأوربية. وبالصدفة أتابع البارحة حصة حول محاربة العبودية في موريتانيا.
الصيني الطويل: من قال أن الصيني قصير القامة فقد أخطأ. ولكي تتأكد من ذلك، يكفي أن يراجع المرء نهائي كرة السلة بين سربيا والصين. لايقلون عنهم طولا، بل يتفوقون عليهم أحيانا.
الأمة التي تستطيع أن تغيّر في التركيبة البشرية لجديرة بالذهب واللقب، والريادة.
حكم أولمبية: الأستاذ الإماراتي مصطفى الزعابي، ينثر حكما عبر دبي الرياضية، بأداء لاتقاومه الأذن، وهو يردد على الأسماع..
العظام تكسر وليس العزيمة.
بعض الهزائم أفضل من النصر.
الأبطال لايتوقفون إلا عند النهاية.
التواضع المبالغ فيه غرور.
لكل حلم ثمن لابد أن يدفع.
لكل مجتهد نصيب حتى ولو لم يكن من ذهب.
صناعة الأبطال: الطفل الذي إلتقط صورة مع السباح الأمريكي فيليبس أصبح بطلا ونافس أستاذه وانتصر عليه.
الأطفال يكبرون ويصبحون أبطالا. والكبار يتنازلون عن الكرسي
وسوم: العدد 682