مجاهدو داريا ، والمدافعون عن المدينة المنورة !!
الشيء بالشيء يُذٓكّر !
مشهد المجاهدين في داريا ، وهم يودعون إخوانهم الشهداء ، ويبللون ثرى قبورهم بمدامعهم ، كمشهد الجنود الذين كانوا يدافعون عن المدينة المنورة بقيادة فخري باشا الذي رفض الخروج ، رغم الأوامر التي كانت تأتيه من القيادة في إستانبول ، وفتوى العلماء ، ولولا أن زملاءه قبضوا عليه احتضاناً ، وهم يبكون ! لما خرج ، فقال كلمته الخالدة : هذه أول أستسلم !؟
وقد صور كتاب ( آخر الأتراك في ظل نبينا ) اللحظات الأخيرة :
وعند الاستعداد للرحيل من المدينة، بعد محادثات مع القيادة العربية كان بين الجنود جنود من أصل عربي: هذا شامي وهذا مقدسي وهذا من حيفا ومن بيروت وعندما سمعوا بكلمة الأسر رفضوا ذلك كما رفض زملاؤهم الأتراك، وأخيراً استطعنا أن نقنعهم بواسطة بعض الضباط العرب للرضوخ للأمر الواقع.
وبينما كان الجنود يودعون زملاءهم الشهداء في مقابر المدينة كان أهل المدينة الذين عرفوا أنهم سيغادرون يظهرون له التقرب والمودة ولا يعرفون كيف يحتضنونهم ويعانقونهم ويعلق المؤلف: ولا زلت متألماً حزيناً لأني لم أجد آلة فوتوغرافية لأصور هذا المنظر ذا الدلالة العظيمة ساعة الفراق التي دامت ساعات، ومضى بهم القطار والأيدي تلوح بالوداع.
وسوم: العدد 683