اسمع يا حمار

موقع كلنا شركاء

يذكرنا دخول القوات التركية, في هذه الأيام, لسورية, بما حصل في العام 1999 ,

ونقصد (طبعاً ) تهديد تركيا (في تلك السنة) باجتياح الأراضي السورية, ,,

والذي رافقه حشد الجيش التركي على الحدود, ,,

والذي نتج عنه (كما تعلمون)  تنفيذ كل طلبات تركيا في تلك الفترة,,,

مثل طرد أوجلان من سورية,

وتوقيع اتفاقيات إذعان (لا نعرف حتى الآن تفاصيلها الكاملة).

كنت حينها أؤدي الخدمة العسكرية الإلزامية ,

وكنت أرى (بعيني) حجم الرعب الذي أصاب الضباط العلويين من التهديد التركي في تلك الفترة.

أما العساكر (البسطاء) فكانوا يقولون (فيما بينهم) بأنّ جيشنا (الباسل) , لن يصمد في أي معركة حقيقية, بسبب كره العساكر (المجندون) للضباط, وبسبب الحالة المزرية للعتاد العسكري… الخ.

وأنّ الجيش التركي الذي سيجتاح مدينة إعزاز (في أقصى الشمال),,,

لن يتطلب منه الأمر الوصول إلى درعا (أقصى الجنوب) سوى (مسافة السكة), كما يقول أخوتنا المصريين.

ولكن,

ورغم الكره (التاريخي) لحافظ الأسد من كل الشعب السوري,

إلا أنّ السوريين (أنفسهم) لم يكونوا يرغبون بدخول الجيش التركي لسورية في تلك الفترة,

(ربما) لأنّ الشعب السوري كان منهكاً ومتعباً من شدة الظلم والقهر , ولا يحتمل المزيد من الضغط الذي (قد) يسببه دخول القوات التركية.

في تلك الأثناء,

تحوّل مخبروا النظام (العواينية) إلى كتابة التقارير عن الناس (المشتبهين) بالتعامل مع المخابرات التركية,

ولكن لم يتم (كما اعلم) اعتقال أي أحد بهذه التهمة؟؟؟؟,

وذلك خشية أن يكون واحد ممن سيلقى القبض عليهم, من عملاء المخابرات التركية (فعلاً), وحينها قد تغضب تركيا,,, والقصة لم تكن تحتمل أي غضب تركي.

(ومتل ما بيقولوا : الخوف بيقطع الجوف).

ولكن, هل تعلمون من الذي أوصل ذلك الخبر للأتراك,

وأقصد مكان عبدالله أوجلان, وتصويره أمام منزله بدمشق, وإرسال الصور الملتقطة  لتركيا؟؟؟؟.

الجواب باختصار: إنّه العماد علي دوبا, رئيس شعبة المخابرات؟؟؟

لماذا؟؟؟

من أجل شرح ملابسات تلك القصة , دعونا نعود لخريف عام 1998 ,,,

حين اجتمع  الأطباء (المتخصصون) مع الطاغية حافظ الأسد, ومنهم فواز الأخرس, والد أسماء,,,

 وأخبروه (صراحةً)  بأنّ الأدوية لم تعد مجدية مع أمراضه المستعصية.

وأنّ عليه أن يواجه الحقيقة (التاريخية)؟؟؟؟

وهي أنّه  سيموت في غضون (سنة واحدة) على الأكثر,,,

بعدها بأيام,,, انتشر الخبر في أوساط العلويين انتشار النار في الهشيم,

فراحوا يكدسون (السلاح الخفيف والمتوسط, والقنابل, والذخيرة) في منازلهم, في دمشق وحمص وحلب… و في كل قراهم الساحلية.

وراح المسؤولون (منهم) ينهبون المال العام بشكل (لم يسبق له مثيل) ,

ومن ذلك,, قصة وزير النقل (العلوي) مفيد عبدالكريم الذي سرق 300 مليون دولار, من عملية  الطائرات الكويتية (المشهورة),,,

(حكم عليه لاحقاً في هذه القضية, بعد إدانته, بالسجن لمدة 3 أشهر).

ومنهم أيضاً, صاحبنا (العماد علي دوبا) الذي راح يوزع أملاك اليهود, في حلب ودمشق,على أبناء عمومته من عائلة (دوبا),

تلك الأملاك التي يشرف على إدارتها بحكم منصبه (الاستخباراتي),

كما قام (حينها) وبالشراكة مع رئيس الوزراء (محمود الزعبي) بالعديد من عمليات الفساد التي تسببت بنهب المال العام,,,

ولكنه ,,, آثر القيام بتسريب (بيع) خبر وجود عبدالله أوجلان في دمشق, وتصويره وإرسال الصور لتركيا, بدون أن يكون له شركاء,,

(حينها) كان حافظ الأسد  يعاني من شدة المرض,

والذي كان يتسبب له (أيضاً) بفقدان الذاكرة,

ولكن في لحظات صحوته, كانت تصله الأخبار,

ومنها التهديد التركي, بعد حصولهم على صور شخصية  لعبدالله أوجلان, أمام شقته بدمشق,,,

علم حافظ الأسد (بحكم خبرته) من وراء القصة,

فأصدر أمراً يقضي بعزل (العماد علي دوبا) من منصبه,

كما قام (بنفس الوقت) بعزل كل أقربائه (من عائلة دوبا) من مناصبهم الحساسة التي كانوا يعملون فيها,,,

مثل رئيس فرع الأمن الجنائي بالحسكة,, ونائب مدير معامل الدفاع بالسفيرة… الخ.

بعدها,,,

أرسل حافظ الأسد في طلب علي دوبا,

وسأله: كم قبضت من أموال ثمن تلك الصور لعبد الله أوجلان؟؟؟؟ ,,

لم يكن (علي دوبا) ,, ولا أي أحد غيره (من مسؤولي النظام) يجرؤون على الكذب أمام حافظ الأسد,

لذلك, أجابه:

قبضت اثنين ونصف مليون دولار,,,

رد عليه حافظ الأسد: استغليت مرضي الشديد,  مو هيك؟

قال علي دوبا: أبوس رجلك سامحني (يا سيدي)…

قال حافظ الأسد: أنت,,,, (كنت, وما زلت, وستبقى) حمار, ولم تخيب ظني فيك يوماً,,,

اسمع يا حمار,

رجلٌ مثل عبدالله أوجلان, لا يقل ثمنه عن ملياري دولار أمريكي,,

ولكن نفسك الدنيئة باعته برخص التراب.

وسوم: العدد 684