حروب الشطرنج - 27 (نهج الشيطنة)

د. حامد بن أحمد الرفاعي

صرَّح ناطق أمريكي بتاريخ10 / 11 / 2014 - CNN يقول:"البغدادي شيطان نعرفه..!ولا يجب التعجل بقتله ..!!واشنطن قد تجد نفسها مضطرة للتدخل لمنع سقوط بغداد ..!!!"أن تعرف واشنطن البغدادي فهذا أمر طبيعي..فهي تعرف الكثير عن المنطقة وتكويناتها وفعالياتها وأسرارها وما يراد بها بل هي من أبرز صنَّاع أحداثها..أمّا أنها تصفه بالشيطان فهذا أمر يشد الانتباه..؟والأشد إثارة للتأمل قولها:"ولا يجب التعجل بقتله ..؟؟؟!!!"فهل استخدام عبارة الشيطان في وصف الأصدقاء وشيطنتهم نوع من التقية المستفادة من ثقافة التعامل مع طهران..؟المشهود لها بمهارة صناعة الشعارات المبطنة..وما شعار الشيطان الأكبر عن السمع ببعيد..ولكن ماذا عن التنويه بحرصها على حياة البغدادي..؟وما هو إذاً مبرر التحالف الدولي الذي تقوده لمواجهة مخاطر دولته ونظائرها من التشكيلات المتناثرة بمسميات متنوعة..؟أم أن الحرص على حياة البغدادي يأتي لطمأنة طهران بصدق النوايا الأمريكية..تجاه التحالف والتعاون الاستراتيجي المرتقب بشأن تحقيق مشاريع مشتركة بينهما إقليمياً وربما دولياً ..؟أم ماذا..؟فإذا أضيف إلى هذه التصريحات تصريح صدر قبلها بقليل من البيت الأبيض الأمريكي يقول:"أن الحل السياسي للمسألة السورية ليس من الضرورة أن يكون حلاً كاملاً!"إن المتأمل بدقة ومهارة بهذه التصريحات مجتمعة وغيرها..يمكنه بسهولة تفسير ما ذا يجري وماهي المشاهد الأخطر القادمة على مسارح حروب الشطرنج المفتوحة..ولكن إلى أين..؟أحسب أن البشرية أمام  حالة تأجيج موقد ضخم..يُعد لنصبِ قدرٍ كبيرٍ يتسع لطبخة كبيرة دسمة تُشبع نهم كروش المتحكمين بآليات حروب الشطرنج المستعرة..المنهمكون في عملية إعادة تشكيل كوني لخارطة المشهد الدولي..ليكون على نحو ما كان عليه قبل الإسلام بل وإلى ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام..قد يتعجل أحدهم فيقول:هذه شطحة كبيرة وكبيرة جداً..لا تصدمني هذه العبارة..بل تؤكد لي حالة الغفلة الفكرية والثقافية والمعرفية المدمرة..التي تهيمن على ذهنية هذا النوع من الأشخاص..طبعاً هناك جهات إقليمية ودولية واعية وعارفة إلى درجة اليقين طبيعة هذه المخططات ومن يقف وراءها..وهم يحاولون أن يلعبوا لعبة مضادة..إلا أن لِكلٍّ منهم شطرنجه وأحجاره ومخططه..والأدهى من ذلك أنهم متشاكسون..ويخضعون من حيث يدرون أو لا يدرون-إلا من رحم ربي- لخدمة إرادة وآليات المشروع  الكوني الأكبر وفرسانه(..)وهل يتعيّن عليَّ أن أفك الأقواس وأخرج ما في بطنها وأريح من لا يزال حائراً بأمرهم..؟ولِمَ لا..؟هما حركتان قوميتان موغلتان بالتعصب والعنصرية..وعريقتان في تحالفهما الاستراتيجي منذ القدم..الأولى تتخفى تحت القبعة اليهوديِّةِ..والأخرى تتسلل معتجرة العمامةَ الشيعيِّةَ..وكلاهما مُخادِع فيما يلبس ويدعي..وللتاريخ أقول:أن اليهوديِّةَ والشيعيِّةَ ضحيتان ساذجتان لمشاريع الصهيونيِّةِ العالميِّةِ والفارسيِّة العالميِّةِ..والضحية الأكبر لهما هي أمريكا..التي بلعت الطعم الصهيوني مبكراً..وها هي تلتهم الطعم الفارسي..أمّا من لا يزال غافلاً عن ذلك ويشكك به..؟فعليه الرجوع إلى التاريخ وخزائنه..وأن يقرأ بوعي مسارات الأحداث..إن فعل فسيدرك ما أشْكلَ عليه من فهم..والله سبحانه المستعان.

وسوم: العدد 686