الإبداع والممارسات الخاطئة
الناس العقلاء بعامة لا يرفضون التنوير والفكر التنويري ..أما العلماء الموضوعيين المفكرين المصلحين فهم الذين يرفضون حالات توظيف المشاهد والجهود والمهارات الإبداعات التنويرية توظيفاً سلبياً..فعلى سبيل المثال فإن السيد تشارلز روبرت داروين العالم في التاريخ طبيعي والجيولوجيا..قام بجهود جبارة - تحمد له ويشكر عليها - في تتبع مسألة مراحل نشوء الحياة في الأرض..و بتقديري إذ فعل ذلك - بقصد منه أو بدون قصد - إنما كان يعمل بأمر الله لعباده من لبشر للنهوض بمهمة التعرّف على بدء عملية الخلق ومراحلها كما في قوله تعالى:"قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَة" وكما في قوله تعالى:"قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"إلا أنه - للأسف -انعطف بهذه الإبداعات العلمية التي أنجزها انعطافة سلبية..فوظفها للانحراف بعقول الأجيال وضمائرهم نحو الجحود والكفر بخالق الحياة سبحانه..وهذه الحالة تنطبق على كثير من المبدعين في شتى فنون الحياة الذين انعطفوا بإبداعاتهم نحو مسارات سلبية تتصادم مع وجدان وفطرة الناس من حولهم..حيث لا قوا وواجهوا ما واجهوا بسبب ذلك ما كان رفض وتسفيه ممن حولهم..الذين- بتقديري- مارسوا بدورهم خطأ وانحرافاً من نوع آخر..عندما ردوا حالة التوظيف السلبي للإبداع والإبداع معاً..فقتلوا بهذه الحماقة المنتج الصالح بجريرة الفعل الطالح..وهذا هو الخلل الكبير المدمر الذي تعاني منه الأوساط العلمية والفكرية في مسيرة الحياة عندما لا يفرق البعض منهم بين الإبداع وبين الممارسات الخاطئة للإبداع ..!علماً أن الإسلام اعتبر نكران إبداعات ومهارات الناس من الفساد والإفساد في الأرض لقوله تعالى:"وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ"
وسوم: العدد 686