إلى أهل حلب الأبطال

أنتم على ثغر ..وأنتم في رباط ..وأنتم تغترفون من فضل الله

فاصبروا ... وصابروا ..

الأهل .. الأخوة والأخوات .. الأبناء والبنات ...

في حلب الصمود والشموخ وعلى كل الأرض السورية

يعرض عليكم ، عدوكم هذه الساعات ، خطة خسف ، ومؤامرة مجدولة من خديعة ومكر ، ظاهرها فيه الذلة والخسف وإعطاء الدنية في الدين وفي الكرامة، وباطنها فيه التهجير واغتصاب الديار ، والتمكن من رقاب من بقي على أرضكم من أخيار وأحرار .

يعرض عليكم ، القتلة والمجرمون وعملاؤهم من أولياء الشيطان ، عرضهم في ساعة عسرة ، بعد أن جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم، وخذلكم فيها من أملتم نصره ، وظننتم بره ؛ وانتظرتم رفده ، ليستردكم مولاكم إليه ، لكي لا يكون تكلانكم واعتمادكم إلا عليه ، ولكي لا تكون ثقتكم إلا به . أحبكم فاصطفاكم ، وأحب أن يستخلصكم ويقتينكم فاتخذ منكم شهداء ، ومحص من بقي منكم للأبقى والأجمل وللتي لا عين رأيت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ...

الأهل الأبطال ..الأخوة والأخوات .. الأبناء والبنات ...

والنداء موصول من الشهباء الصامدة التي تحاصر الجبابرة والطغاة والخاذلين والمتخاذلين والمفرطين والمتشاغلين إلى كل مواقع الملاحم على أرض الشام الحبيب ، في الغوطة وبلداتها ن وحمص وأحيائها ، وإدلب وحواضرها ، والرقة المثخنة ، ودير الزور الجريح ، والحسكة وأخواتها ثم إلى كل حي وقرية وبلدة ومدينة سورية أصبحت تطاول في بهائها وجمالها أكبر وأغنى عواصم العالم زينة منخورة وترفا كاذبا ؛ إن خطط الخسف التي تعرض علينا ، تحت عناوين ( الهدن ) و ( المصالحات ) و ( الخروج المؤقت ) سيكون لها ما بعدها في تاريخ أمة الإسلام ، وتاريخ الإنسان ، وتاريخ الأوطان ؛ فثبت الله رجلا واسى بنفسه ، ونذر وجوده تحت قول أبيه إبراهيم عليه السلام (( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) فانذروا لله أنفسا تعتصم بحبله ، وتأبى النزول على حكم عدوه ، واحتسبوا عند الله في صمودكم أهلا وأطفالا وديارا ، قد تخلى عنها ، وخذلها كل من هو دون الله على هذه الأرض . تحصنوا بقوله تعالى ((فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ))

أيها الأهل والأحبة والأخوة والأخوات والأبناء والبنات ...

إن المؤامرة التي تحيط بنا ، بإيماننا ، وإسلامنا ، وعقيدتنا ، وشعبنا ، وحاضرنا ، ومستقبلنا ؛ أكبر من أن تختصرها بها أسطر في نداء ، وهي على ذلك تبدو كالحة مكشوفة بينة ، لا يماري فيها إلا من في بصره زيغ ، وفي قلبه ريبة ، وقد اختاركم الله في مواقعكم ، لتكونوا على ثغرة ، فأروا الله من أنفسكم خيرا . جالدوا دون ( بيضة الدين والإسلام والحسب ) . لقنوا عدوكم دروس الصبر والثبات . فأنتم والله أمام إحدى الحسنين ، ما كَذبنا ولا كُذبنا ، وإن تتولوا جعلكم الله فوق الذين تولوا وأدبروا وترددوا، (( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ )) . (( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّه كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ )) .

أيها الأهل والأحبة والأخوة والأخوات والأبناء والبنات ..

من جرب المجرب حلت به الندامة . احذروا إغراءات السمسار والنخاس ، احذروا ألسنة أحلى من العسل وقلوبا مثل قلوب الذئاب ، والله ما يقال لكم إلا كما قيل لإخوانكم في فلسطين من قبلكم ( أيام وتعودون ) .

لا يخادعكم أحد اليوم عن عدوكم . القاتل المجرم بشار الأسد وزبانيته وفصيله عدو مبين لليوم والغد وإلى يوم الدين . القاتل المجرم بوتين وحكومته عدو مبين لليوم والغد وإلى يوم الدين . القاتل المجرم علي خمنئي وأشياعه وأتباعه عدو مبين لليوم والغد وإلى يوم الدين ، ثم لا تعتقدون أنّ لكم على هذه الأرض من دون الله وليا ولا نصيرا ، فقد تساقطت الدعاوى ، وقامت على الأدعياء حجة الله البالغة ، وأسفر الصبح لذي عينين . ولم يعد لمتعلل علة ، ولا لمتذرع ذريعة ...

أيها الأهل والأحبة والأخوة والأخوات والأبناء والبنات ..

وربما تلقي شياطين الإنس والجن على في العقول والقلوب تعليقا على هذا النداء كلمات ممزوجة بالتثبيط والتخذيل والتزيين والتعيير ؛ وإنما تُدعون – أيها الصامدون الصابرون - إلى الأجمل والأكمل والأتم والأحسن والأرضى لله ولرسوله ولصالح المؤمنين . وكل ميسر لما خلق له . ومن حضر المصافّ فقد تعين . لا والله لا نعتذر للمثّاقلين والمبطئين والمعوقين والمصادرين على الراغبين في سبيل الله سبيلهم ، والصادين عن سبيل الله ، وإنما لا نملك إلا أن نقول فيهم ، والله مطلع على ما في العقول والقلوب: حسبنا الله ونعم الوكيل ...

أيها الأهل والأحبة والأخوة والأخوات والأبناء والبنات ..

أيها المسلم في كل بقعة على ثرى الشام الطهور ، يا ابن الشهباء ..يا ابن الفيحاء يا ابن حمص وحماة وإدلب واللاذقية ودير الزور والرقة والحسكة وحوران كل شيء اليوم أمام أعيننا مفضوح مكشوف .آن لك أن تعلم أنك أنت دينك وعرضك ونفسك ومالك المقصود من هذه الحرب الملعونة التي يشنها عليك المعتدون ...

أيها المسلم في كل بقعة على ثرى الشام الطهور .. آن لك أن تعلم أن مخططهم فيك كما كان مخطط أهل الشرك في قائدنا رسول الله من قبل : أن يثبتوه سجنا واعتقالا ، أو يقتلوه ، أو يخرجوه ..يخرجوك من ديارك ليحلوا محلك فيها ، فلا تمكنهم – أيها المسلم - مما يريدون . وليكن كل حي وقرية في شامنا الكبير بالنسبة لأهله منا حمى مقدسا ، لا يمكن التنازل عنه ، ولا المبادلة عليه ..يفدى بالأرواح والمهج ..

أيها المسلم في كل بقعة على ثرى الشام الطهور ...وهذا الرافضي اللعين ينصّب من بلاد بعيدة ليفتننا عن ديننا ، وينتهك حرماتنا ، ويقتل أطفالنا وينازعنا أرضنا ، ويسلبنا ، ديارنا ، ، فيقتل ويُقتل ولا يبالي !!! فلا يكن صعلوكهم على باطلهم وخزيهم وعارهم أجرأ منا وأصبر منا ، مع حقنا وشرف مقصدنا ، واسبقيتنا إلى كرامة ربنا ..

يا ابن الشهباء اليوم يومك ..

فاثبت فديتك لا تقامر ..فاثبت فديتك لا تراهن ..فاثبت فديتك لا تغادر ..

(( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )).

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 691