المتنبّي في المجمّع الرئاسيّ بأنقرة

دخل كالهائم على وجهه و الهارب من حتفه ، و اقتحم عليهم اجتماعهم السّرّيّ و هو يرتجزُ بصوته المتهدّج :

( هـــامَ الفؤادُ بأعرابيّةٍ سكنتْ .... بيتاً من القلبِ لم تمدُد له طُنُبا )

قالوا جُنِنتَ بمن تهوى فقلتُ لهم .... نعم جُنِنتُ بمَن سمّيتُها (حلَبا)

فنظر إليه #أردوغان نظرة المستنكر ، فعاجله المتنبّي بالقول :

(أُغالبُ فيكَ الشّوقَ و الشّوقُ أغلبُ ... و أعجبُ مِن ذا الهجْرِ والوصلُ أعجبُ)

تجاوزتُ بابَ القصرِ مِن غير إذنِكم .... ففي القلبِ غاياتُ و للنّفسِ مطلبُ

و أوقفني ( البوليسُ ) لكنّ حـــاجةً .... ألحَّتْ .. فعجّلتُ الدُّخولَ .. فقرِّبوا 

فقال #أردوغان : إذاً فقد جاء بك الطلبُ و لم يأتِ بك الشّوق

فقال المتنبّي : 

( واحرَّ قلبــــــــاهُ ممّن قلبُهُ شبِمُ .... و مَن بجسمي و حالي عنده سقَمُ )

يا أردوغانُ و ما استصرخْتُ غيرَ أخٍ .... الدّينُ يجمعنا و الجارُ و الرّحِمُ

فقام إليه رئيس الوزراء #بن_علي_يلدريم و قال : ما وراءك يا أبا الطّيّب ؟

مـا ورائي مــا أمامي و لكنْ .... لا يوفّي ما في الفؤادِ الكلامُ

( مَن يهُنْ يسهُلِ الهوانُ عليهِ .... مـــــــــا لِجُرحٍ بميِّتٍ إيلامُ ) 

فغضب #حقان_فيدان و قال : ويحك يا أبا الطّيّب ، و الله ما هُنّا و لا نمنا على ضيم

فقال المتنبّي :

نعم و اللهِ يا ( حقّانُ ) لكنْ .... يُرجّى الخيرُ في الحُرِّ الكريمِ

( إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ .... فلا تقنعْ بما دونَ النّجومِ )

فقال #خلوصي_آكار رئيس الأركان :

و لكنّك تعلم يا أبا الطّيّب ، أنّنا محكومون باتّفاقياتٍ دوليّة مازالت تقيد حرّيّتنا حتى اليوم 

فردّ المتنبّي :

( الرّأيُ قبلَ شجاعةِ الشّجعانِ .... هو أوّلٌ و هي المحلُّ الثّاني )

فاستجمِعوا أمراً يكونُ لِعِزّكم .... و لْتنسِفوا ما كانَ في ( لوزانِ )

فقال وزير الدفاع #فكري_إيشيق :

لا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به يا أبا الطّيّب ، فوالله ما ادّخرنا جهداً ، و هذا قوّاتنا و قد انتشرت أرتالُها بين الموصل و حلب .

فقال المتنبّي :

( على قدر أهل العزمِ تأتي العزائمُ .... و تأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ )

و إنّكَ يــــــا ( إيشيقُ ) أهلٌ لمثلِها .... إذا جاسَ في أرضِ النبوّاتِ ظالمُ

قال #خلوصي_آكار : و هل تضمنُ لنا ولاءَ #الجيش_الحُرّ و إخلاصه في #درع_الفرات يا أبا الطّيب ؟

فقال أبو الطّيب : 

( إنّ الكرامَ بلا كرامٍ منهـمُ .... مثلُ القلوبِ بلا سويداواتِهـــــــا )

فاحملْ بهم للشّامِ كلَّ ثقيلةٍ .... و انصُرْ بعونِ اللهِ ( درعَ فُراتِها )

و ارْمِ (البِي كي كي) بالأسود فإنهّم .... أبناءُ سوريّا و خيرُ حُماتِها

فقال #أردوغان : قد أُجِبتَ يا أبا الطيّب 

فخرج المتنبّي مستبشراً و هو يقول :

( تشكّرْلار ) يا رجب المعالي .... و أعطاكَ المهيمنُ ذو الجلالِ

( فإنْ تَفُقِ الملوكَ و أنت منهم .... فإنّ المسكَ بعضُ دمِ الغزالِ )

وسوم: العدد 692